ليلة هنيئة بكريمات صحية

إفطارات،
دعوات عشاء وسحور ومناسبات كثيرة أخرى تجدين نفسك مضطرة لتلبيتها خلال هذا
الشهر الفضيل. إلى هنا يبدو الأمر مقبولا ومرحبا به، لكن عندما تبدأ مظاهر
التعب تلقي بظلالها على بشرتك، فإن الأمر يستدعي وقفة. فهذه النشاطات وما
تتضمنه من تعب وسهر تؤدي إلى شحوب البشرة وترهلها، خصوصا أنها تفقد عناصر
غذائية كثيرة وأساسية مثل الماء خلال فترة الصوم. من هنا كانت أهمية كريمات
الليل التي تغذي البشرة وتزودها بأهم الفيتامينات الفعالة.
ففي
حين تحتاج البشرة خلال النهار إلى كريم يؤمن لها الترطيب والليونة
والوقاية من التعديات الخارجية، فإنها في الليل تحتاج إلى كريم يزل عنها
أعباء وضغوط النهار، لكي تستعيد نشاطها في اليوم التالي. لهذا فإنها تحتوي
على كميات كبيرة من المكونات الحيوية التي نفقدها خلال النهار، مثل فيتامين
ج وفيتامين هـ اللذين يساعدنا على التخلص من الخلايا الميتة، التي فقدت
فعاليتها، إلى جانب المواد التي تعيد بناء الخلايا وتنشيطها، وتساعد على
تعويض ما فقدته من سوائل. وتعمل كريمات الليل أيضا بفاعلية أكبر خلال
النوم؛ لأنه الفترة التي يستريح فيها الجسم، مما ينشط عمل خلايا البشرة،
ويسمح لها بالتكاثر والتجدد وإعادة بناء وتحصين دفاعاتها.
اختصاصية
البشرة ندوة غملوش، تشرح فوائد كريم الليل على البشرة خصوصا خلال هذا
الشهر، قائلة إن « جسمنا يفقد خلال الصيام كمية كبيرة من الماء، التي قد لا
تكون خطيرة على صاحبات البشرة الدهنية والمختلطة، لأنهما تحتفظان بمخزون
داخلي من الماء، وبمنسوب رطوبة عال، إلا أنها تؤثر على ذوات البشرة الجافة
والحساسة. وهنا يأتي دور الكريم الليلي الذي يعمل على إعادة التوازن إلى
البشرة وتزويدها بالرطوبة اللازمة التي تحتاجها».
وتؤكد
ندوة إلى أن النوم العميق هو أساس صحة وتألق البشرة، وأنه أفضل غذاء
تجميلي لها، خصوصا أن الجسم يرتاح ويسترخي كليا أثناء النوم، مما يسمح
لخلايا البشرة بأن تعمل في شكل أفضل، وينعكس ذالك إيجابيا على ملامح الوجه
في اليوم التالي. ومن هنا فإن استعمال كريمات ليل مهمة، لا سيما إذا كانت
تحتوي على فيتامين A الطبي، الذي يعمل على تنشيط الخلايا الخاملة وتجديدها
وفيتامين E الذي يرمم أغشية الخلايا التي دمرتها، وبدلتها الجذريات الحرة،
وحوامض الفاكهة من نوع «Alpha Hydroxy Acids» والتي تنشط عملية تقشير
البشرة الذاتي، وتزيل الخلايا الميتة عن سطح البشرة، وتنقيها وتمنحها
الإشراق بعد إزالة البقع الداكنة عنها. كذلك تضاف إلى بعض الكريمات الليلية
مكونات غنية الترطيب موجودة أصلا في بشرتنا منها حمض الهليارونيك
والسيراميد.
لكن
لا يجب التسرع في اختيار كريم الليل قبل التعرف على نوع بشرتك واحتياجاته،
علما بأن كل العلامات التجارية العالمية ودور التجميل المتخصصة، تطرح في
كل موسم كريمات ليل تعنى بعلاج البشرة. فدار «كريستيان ديور» ابتكرت هذا
الموسم، مجموعة «Capture XP» التي تضمنت «كريم دو نوي هو ريباراسيون ريد»
(Crème de nuit haute reparation Rides) الذي يمنح البشرة جرعتها الضرورية
من التغذية كما يعمل على تصحيح ثنيات الوجه بشكل مكثف، بحيث ستستيقظين في
الصباح ببشرة ناعمة، وتجويفات أقل بروزا. شركة «كلارينز» (Clarins) أيضا
طرحت «كلارينز إكسترا فيرمينغ نايت كريم» (Clarins Extra Firming Night
Cream) الذي يدعم عملية الشد التي يوفرها كريم النهار، وبالتالي يساعد على
منع تعمق الخطوط الدقيقة في البشرة، ويعيد لها تناغمها من خلال حماية
العناصر الثلاثة المسؤولة عن تجدد البشرة وخلاياها على أفضل وجه، ألا وهي
الخلايا الكيراتينية الجذعية وخلايا لانغرهانس والنهايات العصبية في الجلد
كما يساعد في منع ظهور البقع الداكنة. شركة «لابريري» (La Prairie) أيضا
طرحت مركبا أطلقت عليه «باور تشارج نايت» (Power Charge Night) يعمل على
تعبئة الخلايا أثناء الليل ويعتمد على الفعالية الثلاثية الأبعاد المضادة
للترهل والتقدم في السن؛ إذ إنه يضاعف من كمية الطاقة الخليوية، ويحفز
عملية التجديد الطبيعية للخلايا، كما يساعد على إعادة النسيج البنيوي
للجلد. كل هذه النتائج يمكن أن تتضاعف بفضل غناه بمادة الرتينول المنشطة
والمحفزة للأكسجين.
العيون
أيضا تحتاج إلى مرطبات ليلية، نقترح عليك منها مستحضر «ميدنايت ريكافري
آيز» من شركة «كيلز» المستخلص طبيعيا من النباتات بنسبة 99.8 في المائة
للتخفيف من الانتفاخ والخطوط والتجاعيد الناعمة التي تتكون حولها. وتحتوي
صيغة مرمم العيون الليلي أيضا زيوتا نباتية أساسية مثل زيت السيكوالين وزيت
زهرة الربيع المسائية وزيت الخزامي.
الفرق بين كريمات النهار والليل
*
يتساءل البعض عن الفرق بين كريم النهار وكريم الليل، ويعتبرهما أمرين
متشابهين ولا حاجة لشراء الاثنين، إلا أن هناك فرقا بينهما كبير. فكريمات
الليل أكثر سماكة من كريمات النهار، بسبب ما تحتويه من زيوت متعددة. كما
أنها لا تحتوي على مضادات الشمس. هذا ويحتوي كريم الليل على الريتينول، وهو
أحد مركبات فيتامين أ، المصحوب ببعض الأحماض النباتية، الذي لا يتوفر في
كثير من الكريمات الخاصة بالنهار، نظرا لتفاعلها مع الشمس.