اقترب لتسمع كلامي..
ثم اسمع صدى همسي يخفق في عروق عروقي..
ساءت سواعد أشبالي و ارتاعت
فما حملت إلا سيول النار
فارتعدت ثم استفاضت فوق بركان الهجير..
أين الشمائل و السلاسل ذات الأزيز و صوت الصولجان ..؟
أين البقاع و أين البارجات الخضر؟
أين الشدائد التي كانت تعذب أجدادي و أجداد أجدادي؟
هل غاب انتقام الدود تحت تراب القبور؟
هل سال امتداد الكهرباء في غرف الضمور؟
سأنزوي عنكم و اترك هادي الصحاري ترتمي
ثم ستسألون عني فهل تجدونني ؟
جالت كلماتي بين أفكاري ..
فعرفت أن الكلام هوان..
و استمالت قوانين أشعاري فتيقنت أن العار عار..و أن الهوان هوان..
أنى لك أن تدري ثم أنى لك أن تدري ..
إذا اشتغلت شمس أحلامي فمالت عن كل أوجاعي .. أنى لك أن تدري ’؟
إذا استباحت كلمات أقوالي تلك المحيطات في خلدي ..
فكيف لك أن تدري ..بان الكلام هوان .
عش للحنين و اترك غيا بات الصبا تحكي ..
عش للنسائم و العبير ..عش للحدائق عش للورود النائمات و للربيع..
ثم دع عندك المسارح و الأنين..
ارم الجراح و اصعد مروج الذكريات ..
افتح نوافذ الأيام عبر تلك المغريات..
و أزل ستار الجوع و استبق المحال..
ازرع حصيد الشوك في غرف الضنى..ثم اسأل الأسماء عني..
اسأل الأوراق و استمل الصفير ..اسأل هواتفك العجيبة ..
و اسأل ضمير المارقات..
ليخبرنك عني و عن الحنين .
أين الخريف ؟
و زهر الجنائن
أين النسيم و أين صباح الأقحوان ....؟
انتظرتك يا عذابي فغبت عني ... انتظرتك فصرخت مهجتي و ناحت ..
و صاحت بصوت الحزن و سألتني فقالت أين و أين و أين ...؟
التهبت جراحي
و طال انتظاري
أين الخريف أين الربيع أين مساء الاحتقان.. ؟
سألت عنك أصحابي و أصحاب أصحابي فلم يهتفوا ..
سألت عنك أقاربي فما قالوا عنك شيئا
سألت البحر سالت الموج سالت السماء فما وجدتك..
سألت ينابيع النرجس
و أمطار المعازف و نيل الارتحال..
عذاباتي استمالت و طربت و مالت ..
عذاباتي تعذبني فازداد ارتياحا ..
فهل تعرفونها ..؟
اسألوني فقولوا اين الخريف ؟
فأجيبكم لست ادري سأسأل و اسأل اين الخريف اين الخريف ....؟
انطفأت شموع أعراسي ..
و صار الضباب يملأ الكون حولي ..
تخاصم الغرباء و الأصحاب في غرف الشتات..
تميل يا ارض او تزولي لا صدى اسمع فيك و لا هتاف..
آلامي و أوجاعي هي كل إحساسي.
و هدا الجوع يخنق الفكر فيزداد السراب سرابا ..
و يصبح الشمال جنوبا ..والجنوب شمالا
فكرة الغرباء تدمي أقدام اليتامى..
تزول بها أحلام الأرامل..
و تخبو مساكن البسطاء حول الشمس
فتزداد السماء اتساعا
و الفضاء يزداد اشتعالا..
قومي يا أوراق التخاصم و اجمعي أوراقك ..
قومي لملمي أسماء شموعي و ارقبي أصداء قلبي ..
جوعي يغازلني جوعي يطاردني و يطمر أعماقي..
فلا تنسى يا جوع أن ترحم جوعي
يا بحر مالك لا تجيب إذا سألتك ...
أفي قلبك يرتمي سخط السنين ...
أفي عقلك تحتمي سفن الحنين ..
سألتك عن البعد فلم ألقى جوابا ..
سألتك عن الحب السخي فما وجدت منك جوابا ..
ارايتني أتخبط فيك..
ارايتني أسوق مروجي فوق السحاب..
اسأل الصيهد
اسأل الشمس اسأل البدر قبل الغروب ..
اسألهم عني كم فديتك كم عجبت من غضب المحال..
يا بحر لا ترمي بموجك فوق شرخ الجراح..
يا بحر لا تلقي بأحلام الصبا خلف الشتات..
يا بحر عد للخلف دون مواراة الهبات..
و سل السماء أن تمطر فوقك لابد الابود...
إن شئت فاصعد حوافر التاريخ و استنجد القوافل
و استبق الصفوف
ثم احتمي بصفائح القوارب
لن تشاهد ما يزيدك سكنا بل لن تشاهد نفسك في ركم الحرير
او في حمم الشموع
اصعد فنون الزيغ
او ارتمي في حضن قلبك
ثم أسمعني صوت حنينك..
اجعلني أزيدك قوة ..أزيدك عطفا ..
أزيدك تصميما و عزا
أنت ألان أمام الحياة تقاوم التاريخ
تقاوم العجب العجاب
ها أنت اليوم تحكي و تنادي و تنبش ظهر السماء
إلى متى يبقى هذا العقل صامدا في تحديه
إلى متى يبقى عائما في بحور الزمن
استمع لحديث الأرض و هي تضفو..
اسمع لصوت السحاب ..
و بريق المحيطات..
اجعل التاريخ يبدو قديما او اجعل من الحقائق وهما و اباطيلا
ثم ارجع و استمر في ندائك و اصرخ
و ساوم المحتالين
ثم ارتح في ترابك
ثم اجعلني افرغ نار الكبرياء داخل روحك المجهولة
أعود لأكتب خاطرتي..
أعود لأنقش صورة أحلامي
و أواري صفائح أحزاني خلف ستار الحب الخفي و أسوار الخيال ..
أعود لأكتب أفكار الصبا و ذكريات العذاب ..
أعود ثم أعود
أصارع فنون التمرد في زمن الفتور ..
أشجع أنفاسي كي تقاوم البرد و جو الخريف ..
ثم امشي نحو الرمال
و اعبر البحر عبورا..
فهل أصل إلى مبتغاي ..؟
سمعت بالأمس كلاما جعل القلب يدق بعنف شديد
و بركان عقلي صار يفيض بقوة رهيبة
فما استطعت إخماد ناره و لن استطيع. .
ربما غدا اسمع منكم كلاما آخر او ربما لا استطيع ..
ربما أحاول إحباط همومي
او اكتب السطر الأخير من وجعي ..
ارجعي يا أفراح أيامي
ارجعي و اهتفي
كي تبقى شموع السنين مشتعلة
ونورها يملأ كل مكان ..
و يضفي على اشراقة شمسي لونا بهيا
جميل المحيا عظيم الوجود ..
أين اختفى زمن المروءة و السلام؟
أين اختفى حلم الرجال و كيف زال الصبر من طرق الدموع ؟
تحولت البساتين إلى صحارى
و أصبحت الديار خرابا
و الماء صار دما يسري في كل شارع
في كل حي في كل زقاق ..
و درب اللهو مكتظ بأشباح الأنام ..
تحاول إرعاب اليتامى
و زرع الخوف في عقول الدراويش ..
تحاول تشتيت أذهان الأبرياء
و كبت النور في ظلمة الجهل
بل في ظلمة الموت المريع ..
عظة بعد عظة
و أقوال مالها تفسير
و أحلام و رؤى و كلام زائف و إيمان كاذب
هي مفردات العصر بها تشوهت صورة الحق
بها أصبح الفكر ظلما و ظلاما
و بها فقدنا الراحة فوق الأرض و تحت ترابها.
.فمتى تعود يا زمن المروءة و السلام ؟
سننتظرك و نظل ننتظرك حتى تعود و يرجع معك أمل الحياة .
هي ذي أحلامك تصبغ الرماد بلون الزهور
و تحصد زروع الشوك ..
فلتحتم يا روحي النائمة بين ضلوع الهجير
و بين أنياب المستحيل.
اسمعي صرخات فؤادي تنادي
و تجعل أنين الماضي يدفن نفسه بين السطور
اسمعي لأهات مخنوقة من أمد بعيد يهيم بها طيف الحنين ..
تراوغ الليل تخادع الحلم الشقي ..و تركب خيل الخيال .
هي ذي أشواقك تختفي شيئا فشيئا ..
تمسح من خديك دموع الماضي ثم تختفي
.تزيد من خفقان قلبك ثم تختفي.
الا فارقبي يا نفس ما تهفو له العين من كل بريق و رواء..
الا فاسمعي صوت أشجاني
و اصفحي عني فاني تائق لغفران بعد غفران..
ألا فارحمي روحي المذبوحة و ارحمي دمها
وارحمي كل قطرة دمع أسبلتها العين في لحظة قهر و شرود ..
هي ذي أيامك تطير أوراقها بين طيات الرياح
هي ذي ساعات أيامك تشكو حريق الهون و نار العنفوان..
هي ذي أحزانك تقتل العبرات بل تمحو صفحة التاريخ..
فلتنهض النفس الجاثية فوق تراب الأسى
و لتركب الزمن القادم و تعبر طريق الجراح .
يا الم الزمان تريث ..
مهلا..فمخطط أوجاعي لا يزال ضائعا..
لا يزال مفقودا تحت أنقاض عذابي القديم..
و نحن نعتصم الخيال و نركب يخته لنصل إلى بر خيال جديد ..
افننعم به إن تحول إلى حقيقة ؟ دعني اسأل نفسي و أجيبها ..
و ليكن الجواب سؤالا و السؤال جوابا.
دعني أتنفس الهواء الذي ابتعته من سوق أحلامي..
و أحس ببرده داخل قلبي ..
و بقوة ارتداده في شراييني ..
وعمق أعماق دمائي.
يا أمس متى تصير غدا ..
و متى يحفل العمر بأخبار الإياب.
.جمالك يرتعد أمام البلاء..
و سيقانك خارتا بين أمواج الغياب.
يا أمس انتظر اليوم صوت الضمير الحزين ..
انتظره كما انتظرت قبله روح الدمار..
يا أمس لم يبق وقت حتى أناديك و أشكو..
لم تبق لحظة استرجع فيها ما تريد..
أمستعد أنت للرحيل غدا ؟
ربما ترحل و تتركني أنبش قبري.
او ربما ارحل عنك .
لساني يقول لي اصمت و ألزم وجوم الحال ..
يقول لي تمرد على حروف كل كلام ..
او اخنق في جوفك كل مقال..
فأصمت ثم أشكو..
و أطفق اطفؤ نيران الشموع..
واحسب في السماء نجومي..
نجومي نجوم فلاة في كبد الظلام..
نجوم تمرد ذات لهيب لا ينتهي..
ذات بريق يعمي العيون..و يسرق الأبصار..
بها أتحدى كل مخلوق و كل كيان..
بها اصرع أحقاد المارقين.
و أنير بها طريق الزمان و روح الهوان.
هل تقدر أن تعترف الآن ؟
أتحسب الخلل هين أم تحسب أن الحياة سعير..؟
أم هل تحس ببرد الحر عند غياب شمس الربيع؟
الاعتراف صعب ..بل هو الصعوبة عينها.
فدع الوداع لحين آخر ودع الرحيل بعد العويل.
هذا صوتك اليوم صار صوتا عظيما..
صار صوتك ممزوجا بصوت رهيب..
وكلامك صار كنار و لهيب.
وغدا يزداد اشتعالا ..وقوة.
و تضيع به الهواجس المسعورة ثم تزول.
اليوم وغدا أمحو جميع صفات الذل من مقل العيون..
و اجعل فن الصمت أعظم من كل الفنون.
و بجمل و حروف اهزم ضعفي و اهزم كل محال.
بجمل و حروف اهزم كل أعدائي وأحباب أعدائي.
فإذا حرقت الحقول و زرع الشوك في كل مكان..
و فاضت الينابيع دماء ..
و إذا تناثرت النجوم و صارت المياه دموعا
وصارت السماء أرضا و الأرض سماء..
و تشعبت المشاعر في عقول من حجر فغدا الأمان جفاء..
فترقبوا ثم اذكروا و تذكروا
كيف يتيه العمر بين ثنايا العصور.
و كيف يتيه الفكر بين عباب الشر و لجة الأحكام.
عجبت لكي يا أصداء أتراحي..
عجبت لكي و أنت تزيدين النار نارا..
و تجعلين الدخان غبارا..
عجبت من كمد يحاكي سفور العيب ثم يعلو و يعلو ..
و فوق علوه ينتفض الشر و ينمو ..
عجبت لك يا إخفاق إدراكي..
تراود أفكار الصبا و تشرد أحلام خيالي ..
نعم سأقولها و اعترف..
وقفت شبحا أمام الريح..
وقفت مرتجلا وجلا
اكلم نفسي ..
صوري أجمل مني و أوراق خريفي..
و إحساس خيالي أعظم من أحاسيس همسي..
و همس أحلامي أحلى من روعة هجسي..
وقفت بباب الرعب وقلت نعم ..
سأجعل الصمت فنا بل أعظم من كل الفنون.
وقفت لأصرخ بوجه العمر ..
فما وجدت نفسي قادرا أن اصرخ..
وقفت لأبكي فاجعل أوقاتي مبللة بدموعي ..
فما وجدت دموعا في عيوني .
هي ذي الدموع جفت و انتهت ..
فهل تنتهي أصواتها ؟
سمعتك تزأر البارحة ..
سمعتك إذ كنت قويا فخارت قواك.
سمعت نحيبك في كون الظلام..
و سحب العالم تنبت لي زروع السلام..
سمعت أصوات أشباحك و هي تطفو فوق رأسي..
تحاكي أصوات الضحايا .
و تمسح من عيونها أضواء المنايا.
و فوق كأس الموت يصدع كأسي..
أنا الوهم .. فهل من عاشق للوهم يعشقني..
أنا الصمت فهل من عاشق للصمت يستسيغ صمتي.
من كمد إلى كمد تعبر أفكاري القديمة ..
من زمن إلى زمن تسافر تتجول و تنتهي ..
عفا عنك ذنب ماضيك و أمسى كزخرف الانتحار النبيل.
عفا عنك و لا زال يعفو..
و يسرق منك أحوال التكهن ..
و يخطف منك بريق السحر و النقم.
لا زال يعفو و يهفو..
لا زال يصفو ثم يصفو.
من منكم يجد نفسه مقدسا أكثر مني..؟
من منكم صارت القداسة روحه و عقله و كيانه ؟
من منكم تسول له نفسه قول الحق مثلي ؟
و الصبر و الصمت و عدل الأبرياء..
جعلت فيك سرا ..في عقلك جعلت سرا و في قلبك و روحك
جعلتك سرا من أسرار كوني
و لحنا تطرب له كل الخلائق..
لحظة.. اقترب لترى كيف حال خيالك.
ارجع لخط البداية ثم انطلق من جديد ..
و تعلم كيف تكوي جراحك..
تقلد ظلك الحزين و ترحل..
و تلعن شيطان عقلك المسجون من الأزل..
كلا ثم كلا ..
لا تندم على ما صار او سيصير ..
لا تجعل قوى أفكارك تنتحر و تزول.
لا ..لست أنت من أبحث عنه.
لست أنت حلمي ..ولا أملي ..لست أنت.
الذي ابحث عنه أنينه رحمة و دموعه مغفرة.
الذي أنتظر لا يكسر ظهري ولا ينهرني..
بريء مثل وديان المراعي
رقراق مثل بحر عالمي..
نوره يملأ بيتي و ينعشني.
سأنظر للسماء و أنتظر..
ربما اليوم او غدا ..
ربما تنزل مع السحاب ..
ربما أراك مع الطيور و العصافير
وإذا لم أجد شيئا ..سأنام لأنتظر في حلمي..
ربما اليوم او غدا .
آه يا حزني المعجون بكدر الأيام.
سئمت من ذكر تفاصيلك .. سئمت من ذرف دموعك..
تحول كبرياؤك إلى شرود..
و تحولت أحوالك فصرت بعين النقد أشلاء و أشلاء.
و غار حقل أسمائك ..ارتمى و انزاح بعيدا..
غادر كل العواصم..
لم يجد أحلى من كلامي أيام كنت أرقص و اغني..
لم يقدر أن يفهمني و أنا أنادي .. وأنا اكتب خاطرتي..
آناء الليل و أطراف النهار .
قد سمعت كلام الغرباء .. فكيف وجدت كلامي ..
قد سمعت أصوات الحزانى فكيف وجدت صوتي ..
أقسم انك لن ترى و تسمع مثل ما أسمعتك..
لان الكمد الذي ارتويت من بئره لا يرتوي منه احد غيري..
و ها أنت الآن ترى كيف صارت حروفي ..
و كيف صغت بها جملي..
فمن ذا يقلدني ؟.
من ذا يحاكي حكاياتي و ألفاظ أشجاني..
حتى الحياة اعلم أنها عاجزة .
فمن ذا يستطيع ؟
نظرت إلى الرمال
و نظرت لوجهي المرسوم فوق مياه البحر
نظرت إلى ذرات النجوم
و أخذت أرنو بعيدا و أعود أرنو
انظر الكون كله بعين واحدة
و أتأمل كفي ..
وجود عظيم..و نظرة أعظم.
هل أراك في هاذي الرمال ؟
هل أراك خلف السحاب.. في قمم الجبال ..في موج البحر .؟
أم أراك في بطن كفي ؟
أم أراك بعد الموت روحا تحلق في الخيال.
عندما نظرت للسماء قلت عسى تكون أنت هو السماء..
عندما نظرت للأرض قلت أنت هو الأرض.
عندما تأملت البحر و سمعت صوته و أنينه قلت ربما تكون أنت.
ثم جلست اتسائل ..كيف أعرفك و اين أجدك.
أنت هو أنا و أنا هو أنت.
الآن عرفت أني ابحث عن نفسي.
فمتى أجدها .؟
لا جرم انك و الكون واحد.
دائرة مغلقة ..لكنها بلا نهاية .
بداية مجهولة و نهاية غير معلومة..
متى وصلت ؟
او متى تصل ؟
أسئلة تلو أخرى ..
و الجواب هو العدم.
و العدم قد يصير حقيقة ..
و قد يكون خيالا..
اقهر الوحش داخل نفسك .
و انظر لوجهك في المرآة ترى منظرك المرعب.
ترى حقيقة نفسك الرهيبة
ترى الوحش ينطق من نظرات عينيك .
و يهمس بشفتيك .
و يلوح الخوف و القبح معا
من خلال ملامح وجهك.
اسأل نفسك أي شيطان أنا
أي مخلوق ؟
وجدت وحيدا لأعيش وحيدا و ارحل وحيدا.
او ربما وجدت لأعيش مع كائن أبشع مني و اكبر.
ثم أتحسر و أقول هذا نصيبي .
ربما يسيطر فكرك الحار على محيطك اللانهائي..
ربما تسيطر قواك على مجريات خيالك.
او يصير جبروتك جزئا من ضميرك.
او تفور نيران أعصابك لتقهر بها جليد يأسك الخفي المستور ..
يأس و جبروت وأ فكار لا تولد من رحم الحياة..
لان الحياة بلا رحم ..
اقهر العجز و احمل شعار النصر ..
اقهره بصوتك القوي الجسور ..و اصمد أمام زلزال الألم.
اقهره بانتظار يوم الفرج القريب..
فمهما طال زمن الوقوف و الانتظار. .ستراه أصبح اقرب من عقلك إليك.
لا تقل إن العجز دائم لا تقل لي انك قد خسرت
لا تهن ولا تجعل كوارث الزمن تقضي على عزمك …
بل انتفخ كما ينتفخ النسر بعد انتصار..
و أسمعني زئيرك الرهيب .
ليتك تقترب الآن لتسمعني ..
ليتك تفتح ذاكرتك ..اعلم أنها من ذهب خالص لا يصدأ.
أعلم أنها تحوي الكثير الكثير ..
ليتك تصرخ في وجهي لتوقظني ..
و توقظ في نفسي أحاسيس الرجاء..
و توقظ عقلي التائه وسط غابات الظلام ..
ليتك تجعل ميزان الطبيعة داخل رأسي..
بل داخل كل كياني..
إني الآن اسمع دقات ساعتك القديمة ..
لا زالت تدق و تأن .
إني اسمع الآن صراخ طفولتي ..
يهز نفسي و يسحق وجداني..
أنت أعظم مما يقال عنك ..
أعظم من كلمات نسبت إليك و خرافات أنت منها براء..
و لكنهم لا يعلمون انك أعظم من ذلك و أروع..
لطالما وصفتك بالفنان ..لطالما سميتك البريء ..
لأني أراك في خيالي و أنت جزء من كياني..
و لأنك أنت هو أنا و أنا هو أنت
ولأنك الروح الخفية القابعة وسط بدني..
فأنت إذن روحي ..
و روحي لا زلت اجهل عنها الكثير .
بل أنت سر يستحيل أن نفك رموزه..
لان عقلي و عقول كل من حولي اصغر منك
فكيف اعرف جوهر روحي ؟
و كيف أشرح للآخرين حقيقتك..
بل كيف أشرح لنفسي و كيف و كيف..
اليوم غدت جنتي نارا و نار خيالي أصبحت جنة
و جالت خواطر أحوالي بين أركان شجوني.
سلالة أشعاري تخافت همسها ..
أيا ليت مرجان حلمي يعود و يتألق ..
أيا ليتني أهز قروني .
و أشذوا باعذب ألحاني.
يا ليت عجزي يذوب في نار أحزاني.
يا ارض دوري و دوري .
يا شمس التهبي و ثوري
يا نجوم الكون اشتعلي و اكتمي أسراري.
[قالوا دفنت نفسك في الرمال فقلت لا..
وضعت نفسي في قبري و قمت..
قالوا قتلت نفسك بالأمس فقلت لا ..
ذبحت أتراح أيامي و أشعلت شموع الأمل الحزين.
اقترب لتسمعني أكثر..
و انتبه كما ينتبه الضيم و تنتبه الظنون..
اقترب لترى ما لم تراه من قبل ..
لتبصر ما يعن لي في أفق السنين.
أهو حديث بلا معنى ؟ أم هو الحق إذ تجلى
خارت قواي و فقدت عزمي..
شخت قبل الأوان و مات إصراري..
كلما وعدت نفسي أخلفت وعدي.
كلما تحديت ذاتي خسرت التحدي..
أين أنت و أين أنا ؟
تبعثرت الكلمات في خلدي..
تشتت ذهني و صحت عاليا واغوثاه.
من يرقد دفينا داخل نعشي؟
إني رأيت فراغ الكون يلمع حولي..
من طاب له الموت بدلا عني ؟
ربما الصبر استباح المنية من اجلي..
ربما هي الذكرى الانفة..
أو الهمسة الراجفة..
ثم أعود و أسأل نفسي ..
اهو حديث بلا معنى ؟ أم هو لغز يطلب حلا؟
تصارعت الظنون في رأسي و خالط الشك كل أفكاري.
صرخت عاليا متى أصل و أكتشف الحقيقة ..
الحقيقة غامضة و البحث عنها سالت له الدماء من الأزل..
لا زلت أحاول لا زلت أحبو مثل الرضيع .
إلى اين تخطو قدماك ؟إلى اين الرحيل؟
أنت تفكر اليوم بمنطق الأمس..
و الأمس أصبح صفحة من التاريخ..
و التاريخ انفجرت شموسه و انقرضت..
إلى اين الرحيل ؟
انظر لما حولك فترى كيف تتوه البراءة ..
ترى كيف يحطم المرء نفسه و أولاده..
ترى كيف ينصر الزمن القوي و ينتحر الضعيف..
أنت تائه و تبحث دوما ..
تجرحك الكلمات و تسحقك الحروف.
هي من نار و لظى ..هي الجحيم التي تكلموا عنها..
و هي الخيال الذي عذبنا منذ القدم.
حتما سينتهي كل كلامي ..
و لا جرم أني تكلمت قليلا ..
لان حديث النفس لا ينتهي ولا يزول..
منذ أن تعلم الإنسان الألف و الياء و تلون اللسان
منذ أن نطق و فكر ..
ليصمت الكون إذن و ليكف عن الصراخ.
ولا تسألوني إلى اين الرحيل ؟
سألت نفسي البارحة ..هل تعرفين الطريق؟
الطرق أمامي كثيرة فأي واحدة اختار؟
آنفا كنت تائها ..و مبعثرا
كنت أفكر و أحتار
أي طريق توصلني ؟
آنفا كنت غارقا ..كنت مشوه المعالم..
و اليوم أريد أن اعرف ..
أريد أن أبصر من جديد ..و أودع خدعة العمر
بل أودع كل أنواع الخداع
هي ذي الرمال تحركت و ابتعدت ..
هوذا البحر ابتلع الهموم و الأحزان
و ها انذا امشي وحيدا
أفكر في حل و رهان
أجمع به أوراق الزمان
و اجعل للحياة وزنا ذا رنين و شموخ
قالوا عنك فوضوي لا تحب الجديد
قالوا فوضوي تبحث عن أمان..
شاهدوك تنبش هنا و هناك
و سمعوا صوت نفسك ..تقول لك كن رضيا كن سعيدا
و ليست تعرفك إلا سقيما
سقم اليوم و الغد
بل سقم كل يوم و في كل مكان
هيا مد يدك الآن و لا تخف ..فلست اليوم سقيما
لا تخف من الموت فلن يكون أليما
هوذا قلبك يخفق بقوة
هوذا قلبك عاد للحياة من جديد
يطالع أحلام السنين
و الأمل المفقود يعن لي راجعا من بعيد
من ذا يذكرك اليوم بصوت الحنين
الذي بات مفتقدا لصيقا بصدى الخنوع
سأسأل البحر و اسألوه معي
يا بحر هل من جديد؟
كأنك صرت أصما لا يسمع النداء
وأنت تعلم أن ندائي قديم
بل هو روح الر جاء
نداء سكبت معه دموع العين و بعض الدماء
و بعده عطش شديد و ظمأ
فمتى تصير يا بحر عذبا لنرتوي؟
لست أراك إلا خضما و مسعورا
تحطم كل الزوارق
أراك شبيها ببحر نفسي وربما كان اشد هيجانا
تنهار أمامه كل جدراني
وان بنيتها صلبة كالجبال
قوية كالطود الخرافي
فهل يسرك أن تكون جبلا ؟
هل يسرك أن تكون صلبا قويا لا تزعزعك ريح الأسى
ولا عواصف الشقاء
أطفئ لهيب عطشك اليوم ولا تنتظر المزيد
و صر الآن كما تحب أن تصير .
هي ذي آهات صدري تتكلم
و تشع كشرارة من لهيب الأزل
هل كانت الآهات مختنقة في كنف الهيام ؟
أم كانت مجرد ذكرى مريرة أصابها الشلل
أم كانت تستغيث بصاحب العلم و العمل
لكل نصب قاهر فمن يقهره اليوم؟
سأبحث عنك..يا من لا مثيل لك
سأبحث عنك أيها المجهول
سأبحث في جوف هذا الكلل
و في عمق محيطات شجوني
فان لم أجدك فسأرجع لحطامي
الجاثم فوق صدري العليل ..
كل مهجة صارت تجهل معنى السلام
تردد دوما لا سلام ولا كلام
و ذكريات الماضي تشق طريقها
رقت بما أسبلت عليها من دموع
و غدا القلب ينوح هجسا
فلا يسمع سؤاله
ولا هو ييأس من سؤاله
أين يكون ذاك الكائن الطاهر ؟
زارع الحب
نازع الأتراح من منابعها
أين يكون؟
استرح الآن أيها الجسد المثقل بالهموم و الأحزان
استرح ايها المنهك بالأتراح و الجراح
و ليكن السلام نصيبك
ليكن السلام فيك و منك و إليك
اهدئي يا نفس و استريحي
مهما توارى الحب و ضاع
مهما بحثت و مهما بحثتم
فالسؤال عنه واجب
و الهروب مصيبة
هبت في الحياة ريح الفراق
و ذاق الموت من ذاق
دفنت أيام الشباب تحت التراب
تحت رمال الوهم و السراب
وصوت الغائبين و صوت المعذبين نسمعه يناجي
في جنح الظلام الداجي
ألا لا تبكوا كثيرا
و اعبروا نحو المستحيل
أنا لم انتهي بعد...
كلا لم انتهي..
لم تنتهي أحلامي..لم تنتهي رغباتي..
لا زلت ابحث و انتظر
لا زلت ارقب الحياة
سأحاول من جديد..
سأمنح أيامي فرصا أخرى
سأقاوم الأوقات
سأقاوم من ينتظرون سقوطي
و ينتظرون انهياري
الذين تعلموا الكذب
و ماذا تعلم الإنسان غيرا لكذب و البهتان
منذ عرف النطق و تلون اللسان
منذ فكر و رتب أفكاره
منذ حدثنا بأوهام أجداده
واختار من بين الأساطير أساطير خياله
ماذا تعلم الإنسان ؟
يقولون تعلم الكثير
يدعون العلم و لسنا نراهم إلا يكذبون
انظر لوجهك في المرآة و قلي ماذا ترى
انظر مليا و تأمل
أ هي ملامحك التي تعرفها ؟
أم ترى قسمات أخر
أتعرف نفسك حقا؟
انظر لوجهك من جديد
من ينقذك من المأزق الآن؟
من يبعثك بعد موتك
تأمل عوالم عينيك
كيف تبدوا ؟
لمن تكون هاذي الملامح ؟
اهو أنت حقا
أم ترى شخصا غريبا
هي الحياة زورت الحقيقة
شوهت المعالم
جعلتك لا تعرف
مجنونا حينا و حكيما حينا أخر
جعلتك تنظر لوجهك
تلمسه بيديك
اهو أنت حقا ؟
خلقت لنفسي عالما في عامين
أحسست فيه ببرد الفراغ
و جوع المواساة
جعلت لنفسي عشقا يتبدل
كل يوم له وجه جديد
في كل ساعة يبتسم و يعبس
تألمت و ضحكت
بكيت و غامرت بهيامي
جربت فيه الحب و الوهم
حاولت خلق صبابة دائمة
حاولت و فشلت
ثم أخيرا وجدته مقلوبا
زعزع كيان عاطفتي
جعلني اقنع بما هو موجود
جعلني أحس بملل البحث الجديد
في عالمي تعلمت الكثير
وشككت في كل ما سمعت
و كل ما عرفت بالأمس
في عالمي شعرت بنوع من الهدوء
و شعرت بالوهن أيضا
جلست ارقب كل شيء
و عن كثب قابلت بعض أحلامي
ثم سرعان ما صحوت
ها انذا أحببتك فصرت لي
سقيتك من ماء عيوني
جعلتك ترفرف حرا طليقا
سقيتك بسمتي و حناني
من بعيد شعرت بك
و انتظرتك حتى تعود..
ها انذا اليوم اقرب إليك من ظلك
أنت تسمعني ولا تسمع
تراني ولا ترى
تكلمني و أنت صامت
بقوتي جعلت العقول تفكر
و سأجعلها تختارك أنت
لتكون نور العالم
وحامل مفتاحه.
لا تبكي ولا تذرف مزيدا من الدمع
زمن الدموع ولى و انتهى
زمن البكاء انقرض
لا تصرخ محاولا الخلاص
خلاصك طار بعيدا
حيث لا شروق ولا غروب
حيث يختلط الذهب بالماعون
و الحرير بالشمع و القار
هذا حال عالمنا
عالم شرس و قاس
تحكمه الشرور و الرذائل
تملؤه التوابيت و الديدان
ألا زلت تبحث في قواميس الحياة
ضاعت الكلمات قديما
تاهت عبارة الرحمة و اليقين
و تبعثرت أوراق العقول
تلاعبها رياح الخيال
و تقتلها أنوار الظلام
و من يفهم كلامك غيرك
حتى أنت لا تفهم نفسك إلا قليلا
يريدوننا أن نؤمن كل حين
أن نصدقهم فيما يزعمون
أن نغلق كل العيون
و نجعل أفواهنا توصد في سكون
يريدوننا أن نردد ما يقولون
و نهتف بأسمائهم فرحين مبتهلين
يريدوننا أمواتا نحسب أنفسنا أحياءا
يعدوننا بالحياة بعد وعيد الشقاء
يريدوننا مرعوبين منهزمين
بين ثنايا الأسى نترنح ثملين
و نحلم بالوهم بعد ابتياعه
هكذا مسخوا إرادتهم
هكذا سخطت أفكارهم
و سحق الحمق أحلامهم
أين نقف نحن ؟
هم يأمرون و نحن صاغرون
فان كان الغرق غرقنا سويا
و إن كانت اللعنة لعنا اليوم قبل الغد
وان صار الجو ظلاما صرنا اشد ظلاما
هذا ما تريده ثلة الغيلان
عد حيث كنت يا غريب
فهنا وحوش الغاب لا ترحم
و ذئاب الجمع تنهش الجميع
أم ترى تأبى الرجوع إلى الفراغ ؟
ها هنا ريح و هناك رياح
عد حيث تشرق شمس الصباح
عد حيث كنت فما أنت إلا غريب ابن غريب
ثم تحدى الريح و المطر
تحدى الشمس و الجحيم
قف شامخا الماضي و الحاضر لك
لأراك ببأسك تمضغ الحديد
بساط الشوك هنا و آخر من الورد هناك
قف حيث أنت و مد يدك
فأنت اليوم بطل ابن بطل
غريب ابن غريب
طود لا يلين
أين ألقاك و قد صرت تراني بعيدا عنك..
صرت تعاملني كغريب..
كثعبان هائم في برية الشر و الخديعة
منذ متى صرت في مخيلتك بهذا الوصف
منذ متى و قد كنت تراني ملاكا فوق رأسك ظلا لا يفارقك
ابتعدت فجأة ثم رجعت و لكن رجعت بعيدا
ثم أصبحت تبتعد شيئا فشيئا و لم تختر غير الصمت حلا
أناديك فلا تجيب
أسألك فتبقى صامتا
كم أنت غريب الطباع ايها الأمل المعقد
كم أنت غامض و مبهم
ها انذا اسأل نفسي الآن
هل اختار غيرك ؟
هل أخدعك و أنت لا تدري
أحس بك تعرف أكثر مما اعرف
أحس بك تلعب بي كبيدق بلا قيمة
و صوت آخر اسمعه يصرخ في أذني
يزلزلني و أنا صامد
يلقبني الحب الهزيل
و أحيانا يهزأ بي و يستخف بعقلي
فيالي من ضحية خدعة اسمها الحب عمدا
و يالي من محب للخديعة .
تسكنني حروب لم أعشها
عشت في أحلامي فظائع مليون سنة وأكثر
و ذقت في خيالي عذاب كل الخلائق
والآن عرفت
عرفت أن الصدق و الكذب وجهان لا ينفصلان
عرفت أن اللسان يتقن تجميل الأكاذيب
و العقل يتفنن في إخفاء الحقائق
عرفت أن الإنسان يعشق تزييف الأحاسيس
تغليف الحق بوهم الباطل و البهتان
سكنت في جوف كثيرين
ولجت أعماق الشياطين
تغلغلت في أرواح موتى القلوب
غرست نفسي في عقول الشراسة
و الآن عرفت
عرفت متى يسقط
قناع الحقيقة
عرفت أين تذبل العواطف
عرفت كيف تتبدل الأفكار في لحظة انفصال
وما أدراك ما انفصال الشخص عن ذاته
و ما أدراك ما وجع النفوس
اليوم لمست إحساسك
و بالأمس كان الموعد مع إحساس أخر
و غدا لا اعلم ما يكون
كل ما اعلم أن الألم يخلق من جديد
في عمقي و كياني
و أني لا زلت أتجرع سم الحيرة و الأسى
و اجتر أوجاع أيام خلت
و أتذوق مرارتها
ليت غضبي يصير زلزالا يدمر متاعبي
ليته يثور كسيل هائج يغرق كل ألامي
ليتني أتبدل و أواجه نفسي
لقد أخطأت كثيرا
و أخطائي لا تحصى ولا تعد
فلماذا لا أرضى بالنتيجة
و لماذا لا اقنع
لطالما قلت إني استحق العذاب
لأشعر بعظم جرائمي
و هول ما قدمت يداي و لساني و عقلي
هذا البيت بيتي و هذا القبر قبري
لا زلت مستيقظا تنهش لحمي
ايها المسخ الذميم ...تمهل
سيأتي يوم و تندم
لان لحمي مسموم وأنت لا تدري
سأنطق ببضع كلمات
و تلحقك اللعنة إلى ابد الابود
لتزداد ذمامة و بشاعة
و تزيد حياتك بؤسا و شقاء
و يتحطم قلبك مرة تلو مرة
و تذوق طعم المرارة
سأتلو بضع تعاويذ
تهوي بك في أعماق الجحيم
فلا تهنئ بالحياة
و لن تنعم بالحب
و تظل تلاحقك الكوابيس
حتى تدفن روحك في قلب كيانك
و يصير فؤادك الداكن مقبرة لأيامك
فارتقب الموت غازيا لأعماقك الشريرة
و ارتقب لعنة صرخاتي و غضبي
فليس سهلا أن تلعب بعقلي البريء
ولا حق لك أن تخون ثقتي و طهارتي
فليكن هذا الوقت وقت غضب
و ليكن زمنك زمن محن و عذاب