حصد الرياضيون العرب أمس الثلاثاء في الألعاب الأولمبية بلندن ثلاث ميداليات واحدة منها ذهبية أحرزها العداء الجزائري توفيق مخلوفي في سباق 1500م، لتصل حصيلتهم إلى الآن عشر ميداليات.
علاوة مزياني موفد فرانس 24 إلى لندن (نص)
الرامي القطري ناصر العطية يمنح العرب أول ميدالية في الألعاب الأولمبية
كان الرهان بالنسبة للرياضيين العرب المشاركين في الألعاب الأولمبية 2012 بلندن تحسين نتيجة دورة بكين 2008 الضعيفة، التي لم يحصلوا فيها سوى على سبع ميداليات منها ذهبية واحدة أحرزها السباح التونسي أسامة الملولي في سباق 1500م حرة. وقد كسبوا الرهان أمس الثلاثاء بعد فوز العداء الجزائري توفيق مخلوفي بالميدالية الذهبية في سباق 1500م وإحراز المغربي عبد العاطي إيغدر البرونزية في نفس السباق، لتبلغ حصيلة الرياضيين العرب 10 ميداليات. ووقت قصير بعد ذلك، انتزع القطري معتز برشم برونزية في الوثب العالي.
مخلوفي كان قاب قوسين أو أدنى من دخول الجزائر مبكرا
وقد افتتح القطري ناصر العطية حساب العرب بحصوله على برونزية بمنافسة السكيت في الرماية، قبل أن يفوز المصري علاء الدين أبو القاسم بفضية في رياضة المبارزة، ثم حصل أسامة الملولي على ميدالية برونزية في 1500م سباحة حرة. ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، أحرزت العداءة التونسية حبيبة الغريبي ميدالية فضية في سباق 3000 م موانع ثم نال المصارع المصري كرم جابر فضية كذلك في وزن 84 كيلوغراما، وتوج الكويتي فهيد الديحاني ببرونزية الحفرة في تنافس الرماية. أما الرباعي السعودي رمزي الدهامي والأمير عبدالله بن متعب وكمال باحمدان وعبدالله الشربتلي، فقد نالوا البرونزية في قفز الحواجز برياضة الفروسية.
ولم يكتف توفيق مخلوفي بالفوز بالسباق، بزمن ثلاث دقائق و34.08 ثانية، بل تألق إلى أكثر من ذلك وفرض سيطرة مطلقة على منافسيه لينهي الـ 200م الأخيرة بسرعة مذهلة، ما أرهق الكيني كيبروب حامل اللقب وبطل العالم. وكان ابن سوق أهراس (شرق الجزائر) قاب قوسين من مغادرة لندن مبكرا والغياب عن السباق 1500م بعد أن أقصاه الاتحاد الدولي لألعاب القوى الاثنين من الألعاب الأولمبية لرفضه التنافس في سباق 800 م بداعي الإصابة قبل أن ينسحب نهائيا منه.
في انتظار أسامة الملولي ومريم جمال...
وتلقى العداء الجزائري الضوء الأخضر لدخول السباق ساعات قليلة قبل انطلاقه بعد إثبات فحوصات طبية بأنه كان فعلا مصابا في ركبته. ولكن ثمة حديث بأن مخلوفي، 24 عاما، رفض التنافس في 800 م لأن الاتحاد الجزائري هو الذي فرض عليه المشاركة في ذات السباق حين كانت رغبته التركيز على 1500م. ومهما كان الأمر فإن العداء الجزائري قد سمح للعرب بكسب أول ميدالية ذهبية لهم بلندن بانتظار السباح التونسي أسامة الملولي في 10000م حرة يوم الجمعة والعداءة البحرينية مريم جمال في 1500م في اليوم ذاته.
وكان البطل المغربي الكبير هشام الغروج آخر عداء مغاربي يحرز الذهبية في سباق غالبا ما يسيطر عليه رياضيي شمال أفريقيا. فقبل الغروج كان الجزائري نور الدين مرسلي صاحب ذهبية أطلنطا 1996 ملكا للمنافسة وقبله كان المغربي سعيد عويطة صاحب ذهبية أولمبياد لوس أنجلس 1984.
سبع ميداليات في بكين 2008
وفي بكين 2008، حصل العرب على سبع ميداليات، أحرزت الجزائر منها ميداليتين كلاهما في رياضة الجودو، بفضل فضية عمار بن يخلف في وزن ما تحت 90 كلغ وبرونزية صورية حداد في وزرن ما تحت 52. من جهته أحرز المغرب فضية مع جواد غريب في الماراثون وبرونزية في سباق 800 م عدو بفضل حسناء بن حاسي في 800 م. أما السودان فقد نال ميدالية فضية والفضل لعدائه إسماعيل أحمد إسماعيل في سباق 800 م. وأخيرا مصر انتزعت ميدالية فضية في الجودو حققها هشام مصباح في وزن ما تحت 90 كلغ.
35 ميدالية أولمبية من أصل 79 أحرزها العرب كانت في العدو
ودائما كانت الدول العربية تثبت تألقها بالأولمبياد في رياضات العدو والملاكمة والجودو ورفع الأثقال والمصارعة. وألعاب القوى وحدها سمحت لرياضييها بحصد 35 ميدالية من أصل 79، ولم تكن حصة النساء في هذه التتويجات كبيرة مقتصرة على 9 ميداليات نالتها مشاركات من ثلاث دول هي المغرب والجزائر وسوريا. ولا شك أن أسامة الملولي سيكون الأوفر حظا لإهداء ميدالية ذهبية للعرب، وهو حامل اللقب الأولمبي وبطل العالم 2009. الجزائر تعول من جهتها على ملاكميها لتحقيق إنجازات فيما المغرب على سباقات العدو، وذلك بالرغم من أن عدد مشاركيها في هذه الرياضة تقلص بسبب إقصاء عداءين لثبوت تناولهما منشطات.
وكانت مصر أول دولة عربية تشارك في اللعاب الأولمبية، في سنة 1912 بستوكهولم، وأكثرها تتويجا بـ 23 ميدالية، يليها المغرب بـ 22 ميدالية فالجزائر بـ 14 ميدالية. وأول ميدالية كانت من نصيب مصر في أولمبياد 1928 بأمستردام. وفي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي برز في الساحة الرياضية العربية أبطال كبار كتبوا إحدى أجمل صفحات الرياضة العالمية والمنافسات الأولمبية.