لماذا وقع اختيار الـ"فيفا" على روسيا وقطر لاستضافة مونديالي 2018 و 2022؟ كيف يمكن تفسير فشل اطراف كانت مرشحة بقوة كالولايات المتحدة وانكلترا؟ هل تقف السياسة خلف هذه الاختيارات؟ ام ان فوز روسيا وقطر جاء مستحقا ونتيجة برنامج اعلاني ناجح؟
معلومات حول الموضوع:
قرار الفيفا المثير بشأن اقامة مونديال عام 2018 لكرة القدم في روسيا وبطولة العالم عام 2022 في قطر بعث موجة من البهجة والحماس في البلدين الفائزين. وقد اضطرت الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان كانتا تعتبران مفضلتين ومؤهلتين لإقامة المونديال الى الإقرار بالهزيمة على مضض. حتى ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لم يهنئ روسيا علنا بالفوز.
بعض النقاد وصفوا فوز موسكو والدوحة بأنه انتصار للسياسة والمال ، بل واعتبروا خطوة الإتحاد العالمي لكرة القدم غير حكيمة. فيما يرى آخرون ان وراء هذا القرار حسابات اراد بها الغرب ان يعبر عن احترامه للدول المصدرة للطاقة، بشخص روسيا وقطر. ويرى البعض الثالث ان منظمي المونديال في ظروف الأزمة العالمية انما يشككون في قدرة الأقطار الغربية على توفير المستلزمات والتحضيرات الجدية اللازمة لبطولة العالم. وثمة رأي يقول إن قرار اتحاد الفيفا له ما يبرره تماما، ذلك لأن من اولى مهمات هذا الإتحاد تطوير كرة القدم وترويجها في جميع أرجاء المعمورة. ومن المهم بخاصة ان اقامة بطولة العالم في روسيا وقطر ستساعد على غرس الإهتمام بالرياضة في نفوس الشباب من الجيل الناشئ وزيادة عدد المدارس الرياضية وتطوير البنية التحتية الرياضية العصرية.
وتجدر الإشارة الى ان فوز قطر بحق اقامة المونديال يتسم بأهمية رمزية كبيرة للعالم العربي بأسره. الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التي ترأست لجنة ملف قطر اعربت، بعد فوز بلادها، عن الأمل بأن بطولة العالم ستساعد على تطوير آليات الحوار بين الحضارة العربية الإسلامية وحضارات سائر شعوب العالم.
وفي المحصلة الأخيرة سرعان ما تجاوز قرار الفيفا بإقامة المونديال في روسيا وقطر حدود ملعب كرة القدم وصولا الى الساحة السياسية.