قالت الفنانة اللبنانية أمل حجازي إن ابتعادها عن الساحة الفنية في الفترة الأخيرة يعود للأوضاع غير المستقرة التي تشهدها البلدان العربية كافة؛ ولبنان خاصة، وأكدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه سبق أن عرض عليها إحياء عدد من الحفلات الغنائية، إلا أنها رفضتها، لأنه لم يكن من المناسب إقامتها. وأضافت: «ليس هناك من وضع يشجعني على ذلك؛ لا الحالة الأمنية ولا الحالة الفنية، اللتان نعيشهما، ولكن ذلك لا يعني أنني انسحبت من الساحة؛ بل أنا أحضر لأغنية فردية أطلقها قريبا في الوقت المناسب، وستكون على المستوى المطلوب ومن الخط الفني الذي عرفت به؛ أي الهادئ، كما أنني سأصورها فيديو كليب بطريقة جديدة، خصوصا أنني عرفت بتميزي في هذا المجال، رغم أن الأغنيتين الأخيرتين اللتين صورتهما لم تحملا أي جديد في هذا الإطار. وبرأي المتواضع، أن الأعمال المصورة الأخيرة تشكو من ركود بالأفكار الجديدة، وأن كليب أغنية (مجنون) للفنان رامي عياش كان الوحيد الذي أعجبني من بين الأعمال المصورة حديثا». ورأت أمل حجازي التي رزقت منذ نحو الشهر بطفلتها «لارينا» أن الفن يسري في عروقها، وأنها بالطبع لن تستسلم للأجواء غير المستقرة حاليا في الوطن العربي، ولكنها ستتوخى الحذر وتعتمد على الإطلالات المتقطعة بين الحين والآخر في محاولة منها للاستمرار والتواصل الدائم مع محبيها، تاركة تحديد تاريخ إطلاق ألبومها الجديد إلى موعد غير معروف رغم أنها قد جهزت عددا من أغانيه حتى الآن.
(أمل حجازي ترزق بمولودة جديدة)
وعما إذا كانت لا تزال تنتمي إلى عائلة شركة «روتانا» للإنتاج الفني، أجابت موضحة: «نعم أنا ما زلت أعمل مع شركة (روتانا)، ومشكلتي معهم كانت تنحصر بأحد العاملين فيها وبالتحديد في قسم إدارة الأعمال (شربل ضومط) الذي أعتقد أنه ترك الشركة حاليا»، وقالت: «طبعا ألبومي المقبل سيكون مع (روتانا)، ولكني أنتظر الوقت المناسب لطرحه في الأسواق».
وعن رأيها بالأعمال الغنائية التي شهدتها الساحة الفنية في الفترة الأخيرة كألبوم وائل كفوري وماجدة الرومي وإليسا، ردت أمل حجازي بعفويتها المعروفة: «في الحقيقة، لم يلفتني أي عمل غنائي جديد من المجموعة التي استمعت إليها، وبصراحة ولا عمل منها استطاع إحداث هزة على الساحة الفنية، ولكن دون شك أنا في انتظار الأفضل منها في المستقبل، لأن الفن لا يمكن أن تتذوقه إلا في ظل أجواء هادئة وبال رائق غير متلبك في بلبلة أوضاع غير مستقرة».
(أمل حجازي تفتح النار على جوائز "الموريكس دور")
وعن كيفية تمضية أوقاتها بعيدا عن الفن، ردت موضحة: «أنا لم أبتعد كليا عن الساحة، فما زلت أتابع فيها كل جديد وأحضر لأعمال مستقبلية، إلا أن ولدي يأخذان مني الوقت الكافي ليمر الوقت بسرعة، وفي هذا الصدد أجد متعة لا تضاهيها أي متعة أخرى عند تمضيتي الوقت مع ولدي، ولعل مولودتي الجديدة (لارينا) جعلتني أحظى بشعور جميل؛ إذ أحيانا أكتفي بالنظر إليها لأشعر بالسعادة، فهي ما زالت صغيرة جدا، والبنت بحد ذاتها طفل خفيف الظل، وبرأي، يلزمها رعاية إضافية غير الصبي؛ فهي مخلوق ضعيف، رغم أنها قد تكون (أخت رجال) عندما تكبر، ولكن حاليا لا أستطيع تركها، وألازمها مع أخيها (كريم) طيلة الوقت».
ولكن ماذا يعني اسم (لارينا) الذي أطلقته عليها؟ تقول أمل حجازي: إنه يعني مفتاح باب مكة المكرمة، كما يعود أيضا لاسم وردة نادرة الوجود، وأنا سعيدة كون طفلتي تحمل هذا الاسم».
أما عصارة هذه الخبرة في موضوع الأمومة التي خاضتها الفنانة اللبنانية في الفترة الأخيرة فتصفها بالرائعة وأنها من أجمل المراحل التي عايشتها في حياتها، وهي تعترف بأن لا شيء يمكن أن يسرقها من حياتها العائلية أو يجعلها تقصر تجاهها، مشيرة إلى أنها أحيانا كثيرة لا تنام لكثرة تفكيرها بعائلتها وخوفها الدائم عليهم بدءا بزوجها وصولا إلى طفليها. ولكن هل هذا يعني أنها حريصة عليهم إلى درجة الوسواس؟ ترد: «لا ليس إلى هذا الحد، مع أنني أقوم أحيانا في الليل لألقي نظرة عليهم وأطمئن على صحتهم، ولكن هذا أمر بديهي تقوم به أي أم على ما أعتقد».
وحول البرامج التي تابعتها في موسم رمضان الماضي، اعتبرت أن برنامج الإعلامي نيشان هو أكثر ما شدها في تلك الفترة، مشيدة بالضيفات اللاتي استقبلهن معه إنْ من مصر أو لبنان، وأن أكثر من لفتها بينهن الفنانة فيفي عبده؛ إذ كانت لديها فكرة مغايرة عنها تماما ما لبثت أن زالت بعد أن تابعتها مع نيشان، فاكتشفت أنها فنانة صريحة وجميلة القلب و«مهضومة». كما أعجبتها حلقات ضيفات أخريات أمثال نبيلة عبيد وإلهام شاهين. أما بالنسبة للمسلسلات، فكان للفنانة رأيها الخاص في هذا المجال، فاعتبرت أن مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» للفنان المصري الكبير عادل أمام، لم يكن على القدر الذي كانت تنتظره، وعلقت قائلة: «يعني كأنهم كانوا عم يضحكوا علينا، فبرأي هو يناسب تفكير الأطفال أكثر». أما بالنسبة للمسلسلات الأخرى، فأكدت أنها لم تتابع أيًّا منها وأنها تحصر اهتمامها في هذا المجال بالمسلسلات التركية فتجدها رائعة وكاملة يتمتع مشاهدها بقوة تمثيل فنانيها وبإنتاجهم الجميل وبالتقنية العالية التي يعتمدونها، معتبرة أن هذا النوع من المسلسلات لم يغز العالم العربي بالصدفة؛ بل لأنه جميل، وقالت: «أنا شخصيا مغرمة بمسلسل (حريم السلطان) وأتابعه بشغف ولا أفوت حلقة واحدة منه، وأتمنى أن يصبح لبنان يوما ما على هذا المستوى من الانتشار في موضوع الدراما»، وأضافت: «في الحقيقة قد يعتب علي أهل التمثيل في لبنان، ولكني أجد أنه ما زال يلزمنا الكثير لنظهر على عفويتنا وطبيعتنا؛ إذ نشعر دائما بأن الممثل اللبناني مقيد في تحركاته ولا يقنعني». وعما إذا كانت تابعت مسلسل «روبي»، قالت: «لم يتسن لي الوقت لذلك، ولكنه حقق النجاح الكبير كما علمت، وأتمنى أن يحمل لنا المستقبل نجاحات أكبر في الدراما اللبنانية، لا سيما أن هناك قناة لبنانية (إل بي سي آي دراما) جديدة أخذت على عاتقها تشجيعها وعرض أعمالها.