أيها الموتُ أقبل
واقبض روحي قبل الوعد
انما أنا رجلٌ ميت
لم تحن لحظة مماته بعد
أحببت حياتي وأكرهها
وليس غيرك منها بد
خذني لحياةٍ لا هزل فيها
وجَدُ الأمورِ فيها جَد
خذني من دنيا لم يعد فيها
بيني وبينها أي ود
خذني من دنيا لم يعد فيها
مشاعرُ غير بُغضٍ وحقد
من دنيا صارت النفوس فيها
بينها وبين بعضها سد
كلما أردتَ أن تفعلَ خيرا
صُددتَ عن هذا الخير صدا
والشرُ مقبلٌ فيها دوما
لا مانعَ له ولا مرد
مصائبُ الدهر فيها كثيرة
لا حصر لها ولا تُعَد
وما كنتُ لأعرِف للحزنِ طعما
لو لم أذق قليلا السعدَ
فذكرها يا موتُ أنها فانية
وأنها ليست دارُ الخلد
وأنها لو أتت اليَّ زاحفةً
بذهبٍ وفضة وعسلٍ وشهد
لما نظرتُ اليها حتي
تظنَ من زهدي أنني الزهد
ولا يعنيني تغيرَ حالها
فقديم أمرها يشبه ما جدَّ
وأني أعيشُ ولستُ أحيا
فلا تُنظِرني حتي الغد