بسم الله الرحمن الرحيم
الخالة الضائعة هي قصة نقلتها من كتاب (المجموعة الكاملة لبنت الهدى)
كانت خديجة جالسة تستمع الى خالتها تتحدث مع امها بصوت يتهدج من البكاء وهي تقول:
وهكذا ترين كيف ذهبت اتعابي معهم هباءوكيف انهم تجاهلو الليالي التي سهرتها والآلام التي تحملتها و التضحيات التي قدمتها , أما والله لقد بعت آخر حلية لي في سبيل اٍرسال بشرى اٍلى الخارج من اجل اكمال دراستها بعد ان لم تقبل هنا في الجامعة وقد رهنت بيتي مرتين من اجل ان يصبح ولدي هشلم دكتورا ملٍ االسمع والبصر ، اتذكرين كيف أنني بعت فرش بيتي في سبيل أن احقق رغبة بشرى في شراء جهاز التلفزيون ؟ ولكن الآن ، هل تراهما يذكران شيئاً من ذالك؟ أبداً لقد اقصاني هشام عن بيته لأن زوجته تستقبل من الزائرات طبقة لا يروقها وجودي بينهن ولأنها تريد ان تكون حرة في بيتها تتصرف به كما تشاء دون ان يكون عليها رقيب .
وضننت أن في بيت بشرى ملجأ الوذ به أوليست هي ابنتي الوحيدة التي كنت أدنو إليها بمزيد من الأمل و الرجاء؟ أوليست أنا التي فتحت لها أبواب الحياة وجعلتها تنطلق متحررة من كل قيد، فهل تعلمين كيف كان مقامي عندها؟ لقد أخذت تعاملني كخادمة أنضف لها بيتها و أربي لها اطفالها بينما تنتقل هي مع زوجها بين المسارح ودور السينما والنوادي .
وأمس تأخرت حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وكان طفلها يبكي بشكل مستمر وقد عجزت عن إسكاته بأي ثمن .
وعندما عادت كنت غير مرتاحة ولأول مرة أظهرت لها تبرمي لهذا الموضوع وبأن من الواجب عليها أن تعرف بأن مقامي في بيتها هو مقام ام ولست خادمة او مربية أطفال فهل تعلمين ما كان جوابها؟ آه إن قلبي ليتمزق ألماً حينما اذكره لقد قالت لي وبكل صفاقة إنك تتكلمين وتنسين أن بيتي هو الذي تكفل بإعالتك و إعاشتك ثم لا تنسي أيضا بأني كنت ولا ازال حرة وأنني غير مستعدة أن أقيد نفسي من اجلك او من اجل طفلي .
وهنا لم تتمكن الخالة من الاسترسال في حديثها و أخذت تجهش في بكاء مر حزين .
فنهضت خديجة وقدمت الى خالتها كأسا من ماء بارد و حاولت هي وامها ان تخففا عنها حتى سكن جأشها الى حد ما وعند ذلك أنبرت خديجة لتقول:
إن مما يؤسف له ان تكون تضحياتك التي ذكرتها هي التي حدت به الى