يا بانيَ الأجيالِ..
مهلاً أعانَـكَ ربُّـنا الجبّـارُ يا منْ صديقُهُ في الزّمانِ صغارُ
أبَداً فَـلا تجعلْ برأسِكَ خَيْبَةً فلأنْتَ أنْـتَ الكوكبُ النّوّارُ
غرسَتْ يداكَ أزاهراً في روضِنا فَغَزا الوجـودَ شذاؤك المعطارُ
مهلاً رعاكَ اللهُ يا عَلَمـــاً بَـدا وسْطَ القلـوبِ شعارُهُ الإيثارُ
أنتَ التَّفاني لم يَزلْ لَكَ منشداً لَـحْناً تزيّنُ سوحَـهُ الأقمارُ
يا منهلاً عذبَ الرّواءِ ولم يزلْ يشتاقُ غورَهُ في الورى الأخيارُ
فالعلمُ منْ كَفَّيكَ أشرقَ للورى نوراً ففـاضَ السَّهلُ و الأقفارُ
يا مُزنةً للرّوحِ ترشفُ سعدَها وعلى الوجـوهِ فراتُها مدرارُ
دُمْ مشعلاً للعالميـنَ سـناؤهُ فِي كـلِّ ملحمةٍ لَكُمْ تذكارُ
في كلِّ ميدانٍ صنيعُكَ رائـعٌ شهدَتْ برفعةِ مجـدِكَ الأسفارُ
هذي الحضارةُ نفحةٌ من عطرِهِ بــلْ في حنـاياهُ بَدَت أسـرارُ
يا أيُّـها الرجلُ العظيمُ تحيّـةً تزهو بحملِ حروفِـها الأشعارُ
وجميلـةٌ ملءَ الأثيرِ ،نَزفُّـهـا فالشَّمسُ تعشقُ سحرَها والدارُ
فلأنَّها التّبجيلُ بعضُ حروفِـها والحبُّ، والأشواقُ، والإكبارُ
والمجـدُ يعزفُ نغمَـةً أزليّـةً لَـكَ مــنْ تراتيـلِ العُلا إقرارُ
يا بانيَ الأجيالِ، يا علمَ الهُدى مَهْلاً أعانَـكَ ربُّـنا الجبّارُ