تاريخ أموي
Map of expansion of Caliphate.svg
خلفاء بني أمية في دمشق
معاوية بن أبي سفيان، 661-680.
يزيد بن معاوية، 680-683.
معاوية بن يزيد، 683-684.
مروان بن الحكم، 684-685.
عبد الملك بن مروان، 685-705.
الوليد بن عبد الملك، 705-715.
سليمان بن عبد الملك، 715-717.
عمر بن عبد العزيز، 717-720.
يزيد بن عبد الملك، 720-724.
هشام بن عبد الملك، 724-743.
الوليد بن يزيد، 743-744.
يزيد بن الوليد، 744.
إبراهيم بن الوليد، 744.
مروان بن محمد، 744-750.
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (707 - 744م) الحاكم الحادي عشر من حكام بني أمية يلقب أبو العباس. حكم سنة واحدة وشهرين من 743 إلى 744 م. أمه بنت محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج. تولى الحكم في دمشق بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، عرف باستحلاله لكل حرمة، وارتكابه لكل بدعة، واقترافه لكل موبقة وفي مصادر التاريخ من أفعاله وأشعاره ما يأباه الذوق والعرف الاجتماعي، انتشرت في زمانه الدعارة، المجون.[1]
وقتل من قبل جنده في الحرب التي وقعت بينه وبين ابن عمه يزيد بن الوليد سنة 126ه (744م) كان على رأسهم محمد بن خالد القسري البجلي وكان ذلك في قصر النعمان بن بشير بالبخراء، وحمل رأسه إلى دمشق فنصب بالجامع، وعرض رأسه على أخيه سليمان بن يزيد فقال: بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً.
وكان الوليد أمر بالقبض على خالد بن عبد الله القسري البجلي وتعذيبه حتى مات، فكان توجه ابنه محمد على رأس الجماعة التي قتلت الوليد، إنما كان انتقاما لوالده (خالد القسري) وأخذا بثأره. مات الوليد وعمره 38 سنة ومدة حكمه قصيرة لم تدم أكثر من سنة واحدة. وقيل أنه عزم على أن يبني أعلى الكعبة في بيت الله الحرام قبّة يشرب فيها الخمر، ويشرف منها سكران منتشياً على الطائفين ببيت الله الحرام وقيل أنه رمى المصحف بالسهام ولكن عددا من المؤرخين ينفون عنه تلك التهم ويرون أنها من اختراع أعدائه تحريضا للجند على التمرد وأنه لا يصح عن الوليد شيء غير السكر والمجون.
قصة خرق المصحف بالنشاب
قال: وأخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ما طلع له "واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ" فقال: "أتتوعدني؟" ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه وهو ينشد:
« أتتوعد كل جبار عنيد، فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا لاقيت ربك يوم حشرٍ، فقل لله مزقني الوليد!
وذكر محمد بن يزيد المبرد "النحوي" أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبي وأن الوحي لم يأته عن ربه، ومن ذلك الشعر:
«تلعب بالخلافة هاشمي ** ** بلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي ** ** وقل لله يمنعني شرابي »
من أشعاره
كفرت يداً من منعم لو شكرتها جزاك بها الرحمن بالفضل والمن.
رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني.
أراك على الباقين تجني ضغينة فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني.
كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني.
رواية المدافعين عنه
وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الاموية حيث انفجرت المشاكل في كل مكان والاخطر من ذلك ان الانقسامات حدثت بين أبناء البيت الاموي نفسه وأصبح باسهم بينهم شديد. فرغم أن الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند ــ وقد يسر له ذلك كثرة الاموال التي تركها له عمه هشام، الذي اشتهر بتدبير الاموال ــ ورغم أنه اشتهر بصفات حسنة وميل الي فعل الخير علي حد تعبير ابن كثير الذي يقول : (ثم ان الوليد بن يزيد سار في الناس سيرة حسنة بادئ الرأي واخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين وزاد في أعطيات الناس ولا سيما اهل الشام والوفود وكان كريما ممدوحا شاعرا مجيدا لا يسأل عن شيء فيقول لا)[2][3]، رغم هذه البداية الطيبة إلا أن الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة اقامها ضده بتدبير ابن عمه يزيد بن عبد الملك وبعض أبناء عمومته الاخرين، هشام وسليمان والحجاج. وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء، حتي اتهموه انه هم بان يشرب الخمر فوق الكعبة عندما امره عمه هشام علي الحج سنة 119هـ كما اتهم بانه اهان المصحف الشريف الي غير ذلك من التهم الشنيعة التي الصقها أبناء البيت الاموي بابن عمهم، والحقيقة انه بالتكامل والبحث في النصوص اتضح ان هذه التهم مبالغ فيها، بل تكاد تكون مختلقة من اساسها ودفع الحقد والخصومة، فبعض المصادر التاريخية تروي مايدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة، فابن الاثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهي الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة، ثم يقول : (وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وانكروه ونفوه عنه، وقالوا : انه قيل عنه وليس بصحيح) (3). وروي الطبري وتابعه ابن الاثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه، قالوا : (فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي، كلمني قال له : من انت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة، قال : يااخي السكاسك، الم ازد في اعطياتكم ؟ الم ارفع المؤن عنكم ؟ الم اعط فقرائكم ؟ الم اخدم زمانكم ؟ فقال :انا ما ننقم عليك في انفسنا، ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح امهات أولاد ابيك واستخفافك بامر الله، قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت واغرقت وان فيما احل لي لسعة عما ذكرت ورجع الي الوراء واخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ، ثم قتلوه، وكان آخر كلامه قبل أن يقتل، أما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم) (4). فهذا يدل علي ان التهم التي الصقت بالوليد كانت باطلة أشاعها حوله اعداؤه من أبناء اعمامه ثم كيف لإنسان ان يصدق ان الوليد ــ وكان ولي عهد يعني خليفة المسلمين في المستقبل ــ يهم بشرب الخمر فوق الكعبة وهو امير الحج ؟ ! وهل ضاقت عليه الدنيا حتي لم يجد مكانا يشرب فيه الخمر غير الكعبة، ان هذا لو حدث من حاكم مسلم في عصرنا هذا لرماه الناس بالحجارة، فكيف بالوليد ــ خليفة المسلمين ــ وهو في عصر قريب من عصر النبوة والخلافة الراشدة وملئ بالعلماء والصالحين من التابعين. علي كل حال اذن الله لدولة بني امية ان تزول وحق عليهم قول الله: (يخربون بيوتهم بأيديهم) ولم نبعد عن الصواب حين قلنا أن مقتل الوليد علي أيدي أبناء عمومته كان بداية النهاية لدولتهم ولم تجتمع لهم كلمة بعده كما حذرهم الوليد نفسه ولقد حاول بعض أبناء بني أمية مثل العباس بن الوليد أخي يزيد قائد الثورة علي الوليد، ومروان بن محمد أن يوقفوا التدهور الذي آل إليه بنو أمية وأن يمنعوا الثورة على الوليد لكنهم فشلوا في ذلك واستطاع الثوار الإحاطة بالوليد في قصره في قرية تسمي البخراء علي بعد أميال من تدمر وقتلوه في أواخر جمادي الاخر سنة 126 هـ.
وجاء مقتله دليلا علي حالة الانهيار الذي وصل اليه أبناء البيت الاموي الذين فقدوا كل إحساس بالمحافظة علي دولتهم والاخطار التي كانت تحدق بها من كل جانب ولقد سهلوا بعملهم هذا لأعدائهم القضاء على دولتهم وعليهم جميعا في مدى ثلاث سنوات بعد مقتل الوليد بن يزيد.