أيقنت أنك لن تعود
لازلت أجهل أسباب إختفائك المباغت
غبت دون أن تترك ورائك شيء يبرر هذا الهروب
صدمتي كانت أكبر من حزني وألمي
أستسلمت لقضاء الله ..
قالو عنك أنك توهت في الغابات والأدغال
وأكلتك وحوش البرية
يمكن غرقت في البحر وصُرت طُعم للأسماك
لم أصغي لما كانوا يقولون ..
ولم أفقد الأمل ... كتمت حزني .. وتألمت ..
حين وصلني خبر عودتك بعد كل هذا الغياب
لم أتمالك نفسي بكيت بحرقة قلب مكلوم
أرتبكت مشاعري بين فرح الدموع ودموع الفرح
لاتستغرب من كثر بكائي
لآنني مع البكاء تربطني صداقة حميمة
تراني أبكي في فرحي وحزني
الشيء الوحيد المسلي الذي رافقني طول فترة غيابك
كنت أستمتع بدمعتي تواسي وحدتي وتخفف ألمي
تذكرت أحلامنا التي تركناها هناك ... ولم تكتمل
مر أمام عيني شريط ذكرياتي معك
تبسّم قلبي وأنا أقلب صورك
قررت أن أخلع رداء الحزن وأستبدله بثوب فرح ملوّن
قررت أن أرفع برقعي القاتم وأتحرر من وجهي الحزين
وقفت أمام مرآتي أسألها أي فستان ....أرتدي
رأيك الفرحة تشع في كل تفاصيلي
رأيت شكلي أحلى ...
لم أتعود عليه !! وكأنني غريبة عن ملامحي
خرجت بحلة تليق بإستقبالك بعد كل هذا الغياب
جَريتُ إليكَ بأقصى لهفتي
حَملتُ إليكَ شوقي مُغلف بآلآم غربتي
كنت أُمنّي نفسي أن أرتمي في أحضانك
أعتقدتُ أن حلمي المستحيل قد تحقق
وأن سمائي أشرقت فجر جديد
ألجمني صدك
وجدت نفسي أرتطم بلوح جليدي
فج قلبي وتركه يدمي
لن يُجرح القلب إلا حينما يُصدم
يسقط من صدرِ حامله
لن يعود كما كان
تراجعتُ للخلف
أخفى دمعةَ إنكساري
حزنت على نفسي من نفسي
قرأت في عينيك حروف لا أفهمها
عُدتُ لموقعي أجتر تاريخي معك
صرخت كرامتي بوجه التمني
أدرت ظهر قلبي
ورحلت
أمسك بيدي بقايا قلب ينزف
أضغط على جرحي لأسكت صراخه
ألملم ما تبقى مني
أيقنت أنني إمرأة الاسقاطات الشاهقة
إمرأة الفرح غير المأمول والخسارات الكبرى
أحياناً نتمنى أن تتحقق الأمنيات
وما أن تتحقق وترى النور نتمنى لو أنها بقيت .. أمنيات !!
الغريب في الأمر أننا لا نرى الأشياء القريبة بوضوح
إلا حينما تبتعد !!
ألا أخبرك بشيء
كنتُ ومازلتُ أكتبُ إليك
رسائل لم تصلك
كنت أخبئها في شقِوق حائط الأمل
هذا الجدار العتيق دُست في ثقوبه ملايين الأمنيات
رسائل وجد وهيام كُتبت لمن غادروا الحياة ...!!
ففي ختام كل رسالة
كنت أترك (أسمي وعنواني) عسى أن تتذكرني
عسى أن يلتقطها عابر سبيل
ويحالفها الحظ وتسقط بين يديك
ها أنا أكتب اليك
وأختم بنفس الفاصلة
(......)
وقبل أن أضع النقطة وأغلق السطر
قبل أن يأذن لي الحرف بكتابة النهاية
تذكرت جملة كنت ترددها عليّ ....
( كيف لو أفترقنا ؟ وهل سنحيا كباقي البشر !! )
كتبت اليك هذيان قلب عَبثت به الأقدار
كتبت اليك حروف تخرج من أعماق الروح
كالحمم تفيض حنين ووجد
حروف بللت أكمام الورق بدمعٍ محموم
تعودت على أن لا أكرهك
لازالت حروفي تتحدث عنك
تلومني وكأنني أقترفت ذنب
كأنني تهرّبت من دفعِ ضريبة وجودك في حياتي
كأن الذي بيننا ثأر
كلما نظرت الى قلبي
يؤلمني إستسلامهِ
يؤلمني رضوخهِ
يؤلمني صمتهِ
لم تدع لي المجال للدفاع عن نفسي
تحولت الى قاضٍ ومحامي
وأنا المتهم الماثل أمامك
أصدرت حكمك
لم تستمع غير دوي صوتك
صمتت حروفي دهشة وذهول
تصمت قلوبنا حينما نسمع ما لا نود سماعه
الصمت أحياناً أسلم من الكلام
رغم قسوة كلماتك
ثمة شوق خفي يتململ في قلبي ... لم يهمد بعد .....
يذبح الطير .. ويصفّى دمه ... لن يموت...
يظل ينتفض ويرفس ولا تبرح عيناه مغادرة سكين قاتله
لم أمكث طويلاً
تركت المكان أجرجر خلفي بقايا ظل باهت
وجسد يترنح كشراع مكسور عُــلق بسارية زورق مثقوب يلفظ أنفاسه الأخيرة
يرفع الحزن هامتي لفوق رغم الانكسارات ...
بعجالة أعدتُ ترتيب فوضى فرحة لم يُكتب لها الفرح
وحلماً أنقلب لكابوس مرعب
أحيانا ًيقسو الأب على إبنه بدافع الحب
يقسو الحبيب على حبيبه بدافع المحبة أيضاً
ليكن في علمك
أنني أسامح وأحب ولكني لن أنسى
لأن الجرح بعد ان يتعافى ... يترك أثر
حملت بقايا قلب تصدع وعين تدمع ....
سأمضي بعيداً عن عالمك
أفرغ قلبي من بقاياك
لستُ ملزمة بإعطاء تبريرات
لنترك الحكم للزمن
أنه وحده كفيل بكشف كل شيء
وأخيرا ً .....
كنتُ ولازلت أخاف الظلام والأصوات المرتفعة والأماكن المرتفعة
أكتشفت أن في الحياة أشياء مُرعبة أكثر .... نحن لا نبصرها
لأنها لا تُرى بالعين المجردة !!