★ ... الانسجام أهم شرط للبيوت الجميلة...★ يحرص الكثيرون على اختيار كل قطعة من قطع أثاث منزلهم بعناية شديدة، ويبذلون الغالي والنفيس كي يبدو منزلهم في أبهى صورة ممكنة، فعند الشراء يحرصون على مشاهدة أكثر من تصميم وتدور بينهم مناقشات طويلة قبل أن يقع اختيارهم على قطعة أثاث معينة، أو لون الحوائط، أو نوع ورق الحائط أو شكل السجاد. وعلى الرغم من ذلك قد لا يبدو المنزل في نهاية الأمر بالصورة نفسها التي طالما حلموا بها. ويرجع خبراء الديكور السبب في ذلك إلى أنه ليس من المهم شراء أغلى وأثمن الأشياء، وإنما المهم أن يكون بين هذه الأشياء تناغم وانسجام. ومثلما الحال عند الطهي توجد أيضا بعض «الوصفات» التي من شأنها تأثيث المنزل بالصورة التي ترضي طموح أصحابه.
الرغبات الشخصية
الأشخاص الذين يحرصون على توسيع مداركهم وتنمية خبراتهم الشخصية، هم فقط الذين يستطيعون تحديد ما يحبونه وما لا يحبونه. وفي هذا السياق تنصح خبيرة الديكور ومؤسسة مكتب الاستشارات ـ فن تجميل المنازل في مدينة هامبورغ الألمانية، كونستانسه كوب، بالاطلاع دوماً على أحدث إصدارات كتب الديكور والأثاث، حيث إنها تشتمل على أحدث صيحات عالم الديكور وتقدم نصائح مفيدة تساعد المرء على تحديد أهدافه ورغباته.
وتشير مهندسة الديكور كاتارينا دوبرتين، المقيمة في مدينة هامبورغ، إلى أهمية الاطلاع على مجلات تأثيث المنازل، فهي تتطرق لموضوعات مختلفة ومن زوايا عديدة. وتضيف دوبرتين أنه يمكن للمرء الاستعانة بطريقة اختياره ملابسه في تحديد طراز السكن الذي يرغب في تأثيث منزله عليه، فعلى سبيل المثال يمكنه إلقاء نظرة على خزانة ملابسه لتحديد أكثر التصميمات التي تروق له وتثير إعجابه. فبهذه الطريقة يستطيع المرء أن يحدد ما إذا كان يميل إلى الطراز الكلاسيكي أو يفضل الطراز العصري الحديث.
التفكير العملي
من الصعب تخيل أن تتمكن الأسرة من تناول وجبة طعام مكونة من ثلاث مراحل خلال نصف ساعة فقط، خصوصاً إذا حرصت الأم أثناء إعداد الطعام على مراعاة الأذواق المختلفة لأفراد أسرتها من خلال اختيار الأطعمة التي تحظى بقبول لديهم والابتعاد عن تلك التي لا يستسيغونها. وفي إطار مشابه تؤكد دوبرتين أهمية التفكير بشكل عملي عند تأثيث المنزل، حيث تشدد على ضرورة أن يعتمد اختيار طراز المنزل على معطيات الحياة الخاصة بكل شخص، ومنها على سبيل المثال هل يعيش المرء بمفرده أم لديه عائلة وحيوانات أليفة وهل سيستقر المرء في هذا المنزل أم سينتقل إلى منزل آخر بعد ثلاث سنوات.
اتخاذ القرار
إذا ما أصبح المرء على يقين تام برغباته ومتطلباته، حينئذ يتعين عليه اتخاذ قرار حاسم ويحدد الطراز الذي يرغب في تأثيث منزله عليه. وفي هذا الصدد تنصح كاتارينا زيملينغ خبيرة الديكور بعدم الإسراف في الجمع ما بين كل العناصر التي تحظى بإعجاب صاحب المنزل. وتضرب زيملينغ مثالاً على ذلك بقولها «إذا وضع المرء جميع المكونات التي يستسيغها في إناء واحد عند الطهي، فستكون النتيجة سيئة للغاية»، وتضيف زيملينغ أن المزج بين الطرز العتيقة والحديثة أو بين الطرز الهادئة والصارخة يضفي رونقاً خاصاً على المنزل، ويوحي بالتفرد والتميز. كما تحذر الخبيرة من الإسراف في استخدام الكماليات، مؤكدة على أهمية أن تكون متناغمة في ما بينها، كي لا تشوه المظهر الجمالي للمكان الموضوعة فيه.
ومن المعروف أنه إذا لم تحقق وصفة الطهي الجديدة النتائج المرجوة منها، فإنها لا تشكل خسائر كبيرة، ففي أسوأ الحالات سيتم إلقاء الطعام في سلة القمامة بينما يختلف الأمر تماماً بالنسبة لوصفات تأثيث المنزل، حيث إن فشل هذه التجارب يعني خسائر مادية فادحة، ناهيك عن الشعور بضيق شديد ناجم عن ضرورة القبول بالأمر الواقع والعيش في منزل لا ينال رضا ساكنيه قبل زائريه، على الرغم من إنفاق أموال طائلة على تأثيثه. وتسدي زيملينغ نصيحة مهمة للغاية من شأنها تجنب الوقوع في مثل هذا الخطأ الفادح الذي يتسبب في خسائر مادية فادحة، حيث تقول «الأشياء الباهظة الثمن التي يحتفظ بها المرء لفترة زمنية طويلة ينبغي أن تتسم بالبساطة وملاءمتها كل الأذواق، بينما يستطيع المرء أن يطلق العنان لخياله عند شراء الأشياء الأخرى غير الثمينة».
اللمسات النهائية
يقدم خبراء الديكور بعض اللمسات النهائية التي تعد بمثابة الكريزة التي تزدان بها الكعكة. وأهم هذه اللمسات هي ديكورات الإضاءة التي يمكنها إحداث الفارق إذا ما تم توظيفها بطريقة تبرز جمال الأثاث والديكورات، فالتصميمات غير التقليدية والإضاءة المتعددة الألوان تجعل المنزل يبدو أكثر إشراقاً وحيوية.
من ناحية أخرى، تشير خبيرة الديكور نيكول مالوف، إلى أن المزج ما بين الطرز القديمة التي يفوح منها عبق الماضي، والطرز الحديثة التي تواكب روح العص،ر يضفي طابعاً خاصاً على طراز المسكن، يوحي بالتفرد والتميز وخصوصية المكان، فهي لا تميل إلى تعميم طراز واحد على جميع أجزاء المنزل، كي لا يتسرب الإحساس بالملل والرتابة إلى نفوس أصحاب المنزل وضيوفهم.
وتضيف نيكول أنها اتبعت هذا الأسلوب في تصميمها منزلها، الذي تذوب فيه الطرز القديمة مع الحديثة لتولد إحساساً بالخصوصية لا تشعر معه بالرتابة أبداً.
وللقضاء على الإحساس بالملل والرتابة تنصح كوب باختيار قطع الأثاث التي يمكن تغيير أوضاعها وأشكالها، فمن المعروف أن تغيير وضعية الأثاث يعمل على تحسين المزاج ويحول دون تسرب الملل للنفوس، وفي رأي كوب فإن الإحساس بالخصوصية والتفرد يتجسد في شعور المرء بالراحة النفسية والسكينة داخل منزله، والاشتياق إليه بمجرد مغادرته، والرغبة في دعوة الأصدقاء والأحباب إليه ليهنأوا بجماله وروعته ويتمنوا لو بقوا فيه أطول فترة ممكنة .