غريبة الناس مشرف منتدى صور لاعبين 2014 - صور مصارعين 2014 - صور رياضيين
ليس لديه اي اوسمه عدد المساهمات : 570 ردود : 1680 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 21/08/2013 الموقع : النجف الاشرف
| موضوع: الفتح الاسلامي للاندلس الإثنين سبتمبر 16, 2013 10:08 pm | |
| الفتح الإسلامي للأندلس هو الفتح الذي قام به الأمويون لشبه جزيرة إيبيريا في الفترة ما بين عامي 711م و714م بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وسقوط دولة القوط الغربية, وبذلك يبدأ العصر الإسلامي في الاندلس الذي مدته 800 عام تقريبا حتى سقوط مملكة غرناطة سنة 1492م.الحالة في إسبانيا قبل الفتح الإسلامي[عدل] كانت إسبانيا في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, تعاني ضعفا سياسيا واجتماعيا يجعلها فريسة سهلة لأي غاز يغزوها من الجنوب أو من الشمال, كان المجتمع الإسباني في ذلك الوقت ينقسم إلى طبقات يسيطر بعضها على بعض, الطبقات كانت:1. الطبقة العليا المكونة من الملك والنبلاء: لم يكن الملك يعين بالوراثة بل كان يعين بالانتخاب, فالنظام كان ملكيا انتخابيا, لكنه أدى في النهاية إلى تنافس بين النبلاء للوصول إلى الحكم, مما أدى لكثرة المؤامرات بينهم الأمر الذي أدى لإضعاف قوة الدولة, وكان أفراد هذه الطبقة يملكون نفوذا غير محدود ولهم ممتلكات عقارية كثيرة وكانت هذه الممتلكات معفاة عن الضرائب.2. طبقة رجال الدين: كان الدين في العصور الوسطى في إسبانيا له نفوذ واسع, وكان رجال الدين يتمتعون بنفوذ غير محدود سياسيا وروحيا, إذ كانوا يشاركون النبلاء في انتخاب الملك, وأيضا كانت لهم ممتلكات عقارية معفاة من الضرائب.3. الطبقة الوسطى: وهي الطبقة الحرة التي تمثل الشعب, كثرتها تدل على رخاء المجتمع وقلتها تدل على اختلاله, وفي الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان عدد أفراد هذه الطبقة قليل, كما كانوا مثقلين بالضرائب.4. الطبقة الدنيا أو طبقة العبيد: وهم الأكثر عددا في المجتمع القوطي في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي, كان معظمهم يعمل في مزارع النبلاء, وكانوا ملكا لصاحب الأرض وكانوا ينقلون مع الأرض إذا بيعت لشخص آخر.5. طبقة اليهود: كان اليهود يقومون بالأعمال المالية والحسابية في دواوين الحكومة, وكانوا مكروهين لاختلاف عقيدتهم الدينية, ولذلك تعرضوا لكثير من الاضطهادات, فاضطروا أحيانا لقلب نظام الحكم بالثورات, وأحيانا عن طريق المؤامرات.كانت الحالة الاجتماعية في إسبانيا قبل الفتح الإسلامي تعاني الفساد والتفكك وعدم التماسك, في وقت أصبحت فيه اللأراضي المغربية المقابلة لإسبانيا قوة متماسكة يتيح لها الفرصة للتدخل بها.مقدمات الفتح الأندلسي[عدل]أخذ موسى بن نصير يفكر في فتح الأندلس، فرأى أنه يمكن للرومان والأسبان "أهل الأندلس حينذاك القوط وغيرهم" أن يهاجموا الشمال الإفريقي في أي وقت يريدون، لأنهم يملكون الأساطيل البحرية، وأن لهم قوى بحرية كبيرة ليس للمسلمين ما يدفعها أو يواجهها. ففكر بتخطيط بعيد النظر فلم يستعجل، وقرر إنشاء بحرية للمسلمين لتستطيع صد غارات القوط والأندلسيين فأسس قاعدة بحرية في تونس، وجهز في مدة قليلة ما يقارب المائة سفينة.غزوة الأشراف[عدل]أراد موسى بن نصير بعد ذلك أن يسيطر على منطقة الشمال الإفريقي، فأعلن أنه يريد غزو الأندلس، وتجمع حوله الناس من كل صوب وعلى رأسهم الأشراف الذين وفدوا إليه في هذا النوع الجديد من جند المسلمين الذين يحملون العلم والمعرفة الإسلامية إلى العالمين، ولكثرة عدد الأشراف سميت الغزوة باسمهم: "غزوة الأشراف"، ولكنه رأى أن لايخرج بنفسه فأرسل إبنه "عبد الله" واستطاعت هذه الحملة بإخضاع "صقلية" لحكم الإسلام.السبب المباشر لفتح إسبانيا[عدل]تختلف الرواية العربية عن الرواية الإسبانية حول السبب المباشر لتدخل المسلمين في إسبانيا, الرواية العربية ترجع بذلك إلى قصة انتقام شخصي, القصة تقول أن الكونت يوليان حاكم سبتة كانت له ابنة جميلة اسمها فلورندا وأن الكونت أرسلها إلى القصر الملكي القوطي في طليطلة لتتأدب وتتعلم كغيرها من فتيات الطبقة الراقية, فرآها الملك القوطي لذريق Rodrigo وأحبها فاعتدى عليها, فكتبت رسالة إلى ابيها تخبره وتشكو له ما حصل, فذهب يوليان إلى القصر وأخذ ابنته من هناك, وأصبح يوليان يريد الانتقام فاتصل بموسى بن نصير وأقنعه بغزو إسبانيا مبينا له سوء الأحوال فيها فاستجاب موسى لطلبه وأقدم على الغزو بعد أن استأذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.أما الرواية الإسبانية فتقول أن الملك القوطي وقلة Akhila, عندما عزل من ملكه ذهب انصاره إلى حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة طالبين منه المساعدة, فقادهم يوليان إلى موسى بن نصير بالقيروان حيث تم الاتفاق على أن يمدهم موسى بجيش من عنده ليرد إلى ملكهم المعزول عرشه بشرط دفعهم جزية سنوية للعرب.التخطيط لفتح إسبانيا[عدل]كان فتح المسلمين لإسبانيا نتيجة لخطة موضوعة, أقرها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بدمشق, باتفاق مع قائده على المغرب موسى بن نصير. كان شرط الوليد بن عبد الملك على قائده قبل الفتح أن يخوض الأندلس بالسرايا ويعرف ما شأنها قبل دخول جيوش المسلمين فيها.قام موسى بن نصير بعدة حملات استكشافية على جنوب إسبانيا، فقام باستدعاء حليفه الكونت يوليان حاكم سبتة, قام يوليان بحشد جيوشه وجاز في مركبين إلى الأندلس وشن الغارة على الساحل الجنوبي, فسبا وقتل وغنم ورجع وامتلأت يديه خيرا وشاع الخبر في كل قطر فتحمس الناس للغزو.[1] لم يكتفي موسى بهذه الغارة الاستطلاعية التي قام بها يوليان بل استدعى أحد ضباطه وهو طريف بن مالك[2], فأمره بشن غارة على ساحلالأندلس الجنوبي فعبر طريق المضيق ب100 فارس و400 راجل وذلك في يونيو سنة 710م 91 هـ في رمضان في طريفا وهي جزيرة حملت اسم طريف، وطريف هوأول مسلم من الشمال الأفريقي تطأ قدماه أرض الأندلس, ثم أغاروا على المناطق التي تتبعها إلى جهة الخضراء فغنم منها الكثير وعاد سالما[3]. فتبين لموسى بن نصير أن ما قاله يوليان كان صحيحا عن ضعف المقاومة في إسبانيا, فأعد موسى جيشا من سبعة آلاف محارب لفتح الاندلس بقيادة طارق بن زياد.إن فتح المسلمين للأندلس لم يكن منذ البداية مغامرة حربية ارتجالية, بل كان فتحا منظما حسب خطة أعدت من قبل.عبور المسلمين إلى إسبانيا[عدل]اعتمد موسى بن نصير على الأساطيل الإسلامية التي كانت تحت قيادته على طول الساحل المغربي, وجه موسى طارق بن زياد إلى طنجة ومن هناك انطلقت السفن الإسلامية إلى الجبل المعروف حتى اليوم بجبل طارق[4].معركة جبل طارق[عدل]عند نزول طارق بن زياد وجيشه إلى سفح الجبل لقوا مقاومة عنيفة من القوط الذين كانوا على علم بأن المسلمين قادمون لغزوهم نتيجة الغارات الاستطلاعية التي شنت من قبل, فاضطر المسلمون لتغيير خططهم العسكرية وقرروا النزول ليلا في مكان صخري وعر, فاستخدموا براذع الدواب ومجاذف السفن لكي تعينهم على خوض المياه وارتقاء الصخور فالتفوا بذلك حول جموع القوط وانقضوا عليهم قبل أن يشعر القوط بهم. وكان هذا النصر الأول الذي أحرزه طارق عند نزوله أرض الأندلس وتمكن من احتلال الجبل المسمى باسمه حتى اليوم[5].حرق المراكب وخطبة طارق[عدل]قصة حرق المراكب هي قصة شائعة في تاريخ فتح الأندلس تفيد القصة بأن طارق قد أحرق سفنه بعد نزوله الشاطئ الإسباني لكي يقطع على جنوده أي تفكير في التراجع والارتداد. ثم خطب فيهم خطبته المشهورة التي قال فيها:"أيها الناس. أين المفر؟ البحر من ورائكم. والعدو أمامكم. وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته. وأقواته موفورة. وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم. ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم. وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم. ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم. وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة. وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت. وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة. ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً. استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي".ثم قال:"وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا. وأختانًا. ثقة منه بارتياحكم للطعان. واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان. ليكون حظُّه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة. وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه. ومن دون المؤمنين سواكم. والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا في الدارين. واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه. وأني عند مُلتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق. فقاتله -إن شاء الله- فاحملوا معي. فإن هلكت بعده. فقد كفيتكم أمره. ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه. وإن هلكت قبل وصولي إليه. فاخلفوني في عزيمتي هذه. واحملوا بأنفسكم عليه. واكتفوا الهمَّ من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون".والرواية الإسلامية تشير إلى حادثة حرق السفن في ثلاثة مراجع هي كتاب الاكتفاء لابن الكردبوس, وكتاب نزهة المشتاق ل الشريف الإدريسي وكتاب الروض المعطار ل الحميري.في كتاب ابن الكردبوس. يشار إلى أن طارق أراد حرق سفنه كي يحشد همم المقاتلة. أما في كتب الإدريسي والحميري, فيشار إلى أن طارقا أحس بأن العرب لا يثقون به وتوقع أنهم لن ينزلوا معه إلى الجبل فعمد إلى إحراق سفنه كي يحول دون انسحابهم بها إلى المغرب.معركة كورة شذونة[عدل] أقام طارق بن زياد في جبل طارق عدة أيام, بنى خلالها سورا أحاط بجيوشه سماه سور العرب[6], كما أعد قاعدة عسكرية بجوار الجبل على الساحل لحماية ظهره في حالة الانسحاب أو الهزيمة وهي مدينة الجزيرة الخضراء, والتي سميت أيضا بجزيرة أم حكيم[7], إن موقع هذا الميناء قريب وسهل الاتصال بمدينة سبتة على الساحل المغربي المقابل, بينما يصعب الاتصال بإسبانيا نفسها بسبب وجود مرتفعات بينهما, كذلك أقام قاعدة أمامية أخرى في مدينة طريفا بقيادة طريف بن مالك. وعلم الملك القوطي لذريق خبر نزول المسلمين في بلاده, كان الملك لذريق مشغولا ذلك الوقت بإخماد ثورة قام بها البشكنس سكان نافارا في أقصى شمال إسبانيا. فأسرع الملك لذريق بالعودة إلى جنوب إسبانيا بجميع قواته لملاقاة المسلمين. في ذلك الوقت كان طارق بن زياد قد اتجه نحو الغرب متخذا قاعدة طريفة قاعدة يحمي بها مؤخرة جيشه ثم أكمل سيره حتى وصل بحيرة تعرف باسمبحيرة لاخندا في كورة شذونة. بعث طارق جواسيس له إلى الشمال ليروا حجم الجيش الذي سيواجهه المسلمون, وعندما عادوا إليه أبلغوه عن ضخامة الجيش الذي جهزه له الملك لذريق, فانزعج طارق لهذا النبأ وكتب إلىموسى بن نصير يطلب منه أن يمده بالمزيد من الجند, فاستجاب له موسى فوجه له خمسة آلاف جندي فأصبح عدد جيش المسلمين في الأندلس إثنا عشر ألفا.يتفق أغلب المؤرخين على أن المعركة الفاصلة التي دارت بين المسلمين والقوط والتي حددت مصير الأندلس حدثت في كورة شذونة جنوب غرب إسبانيا, استمرت المعركة مدة ثمانية أيام من الأحد في 28 من رمضان إلى الأحد 5 شوال عام 92 هـ ومن 19 - 26 يونيو عام 711م, ووصفوها بأنها كانت معركة شديدة ضارية، اقتتل فيها الطرفان قتالا شديدا حتى ظنوا أنه الفناء[8], ولم تكن بالمغرب مقتلة أعظم منها, انتصر المسلمون انتصارا عظيما وهرب جيش لذريق في أطراف وادي برباط ومنهم من القى نفسة في النهر الفريب من الوادي ومن الذين القوا نفسهم في النهر لذريق نفسة [9] وأن عظامهم بقيت في أرض المعركة دهرا طويلا لم تذهب[10], وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة الجيش القوطي. وقد سميت هذه المعركة في عدة مصادر عربية وإسبانية باسم معركة البحيرة, ووادي لكة, ووادي البرباط, وشريش, والسواقي, وتنسب هذه التسميات إلى تلك الأماكن التي دارت وتشعبت عندها تلك المعركة الواسعة النطاق في أراضي كورة شذونة. بعد انتصار المسلمين في المعركة غنم المسلمون من جيش القوط كثير من الخيول حتى أنه لم يبق في المسلمين من يمشي على رجلة بعد المعركة الفاصلة [9] وبعد انتصار طارق بن زياد أصبحت جميع المعارك التي قامت في أنحاء الأندلس ما هي إلا مناوشات بسيطة بالنسبة لهذه المعركة الكبيرة, فقد استولى المسلمون على الأندلس خلال ثلاثة أعوام مما يدل على انتهاء المقاومة تقريبا.إتمام فتح الأندلس[عدل]بعد هذا النصر الكبير الذي حققه طارق في معركة شذونة فتحت أبواب الأندلس للمسلمين فتح طارق شذونة ثم مر بمدينة مورو وهي مدينة قربية من قرطبة عاصمة الأندلس حينذاك وبعد ذلك بمدينة قرمونة واستولى على لقة وارسل قسم من جيشة ففتحوا إلبيرة بعد حصار طويل وأخضع أورايهويلا ثم وصل إلى أشبيلية عاصمة الجنوب ورأى أهلها أنهم لا يستطيعون رد جيوش المسلمين فطلبوا من طارق الصلح فصالحهم على أن يدفعوا الجزية في ذلك الوقت أرسل طارق أقساما من جيشه إلى المناطق الجانبية في الأندلس, اتجه قسم إلى قرطبة بقيادة مغيث الرومي مولى عبد الملك بن مروان ومعه سبعمائه رجل، فاستولى عليها بعد حصار دام ثلاثة أشهر, ومن الجدير بالذكر أن طارق وجد وقادته عونا من اليهود المقيمين في إسبانيا بسبب اضطهاد القوط لهم ولذلك اعتمد طارق عليهم في حفظ المناطق المفتوحة في أنحاء البلاد[11]. بعدها تجمع القوط في منطقة حصينة جدا تدعى إستجة واستطاع طارق أن يباغت قائدها خارج الحصن وأن يأسرة فقرر أن يصالحه فأطلق صراحه وبفتح أستجة خضع الجنوب الأندلسي لطارق بن زياد [12]. استمر طارق بزحفه نحو الشمال ففتح مدينة جيان أو كما يطلق عليها الآن مدينة خاين حتى وصل العاصمة طليطلة ففتحها دون مقاومة تذكر [13].إذ كان حكامها وأهلها قد هربوا منها, فكانت المدينة شبه خالية تقريبا[14], فغنم المسلمون من كنائس المدينة وقصورها ذخائر وكنوزا كما تشير المصادر العربية.ثم خشي طارق بن زياد من أن يقطع عليه القوط الطريق في تلك المناطق الجبلية الوعرة, لأن فصل الشتاء قد اقترب وتعب الجيش الإسلامي من الجهود التي بذلها, والغنائم التي ثقل بها, فكتب إلى موسى بن نصير يطلب منه العون, فقرر موسى أن يدخل الأندلس بنفسة وولى إبنة عبد الله على القيروان عاصمة الشمال الأفريقي آنذاك وفي شهر رمضان عام93 هـ يونيو 712م, تجمع لموسى القادة في الجنوب الأندلسي في مدينة سبتة في جبل إسمة جبل موسىٍوحين إستكمل ترتيباتة بنى مسجدا في المكان نفسه ضبط قبلتة التابعي حنش بن عبد الله الصنعاني وسمي بمسجد الرايات وقد دمرة القوط فيما بعد فيما يسمى حرب الاسترتاد ولا تزال آثاره موجوده إلى الآن [13]. عبر موسى مضيق جبل طارق بجيش كبير من 18 ألف محارب, معظمهم من العرب بعصبياتهم القيسية واليمنية, ومن بينهم عدد من التابعين ومعه صحابي واحد هو المنيذر الأفريقي [13]. وقد عرف هذا الجيش العربي الأول بطالعة موسى[15]. عندما دخل موسى بن نصير إلى الأندلس وجد أن المدن التي كان يفتتحها طارق تنقض على المسلمين واحدة تلو الأخرى إذ لم يكن باستطاعة طارق أن يترك في كل مدينة يفتحها حامية لتحميها بسبب قلة عدد جيش طارق فتحرك موسى ليعيد إخضاع الجنوب فأخضع شذونة ثم أفتتح مدينة قرمونة مرة أخرى فحاصرها وعلم أنها من أمنع الحصون في الأندلس فعمل حيلة ليفتحها فاتفق مع جماعة من أصحاب يوليان القائد الأسباني على أن يفروا من أمام جيش موسى ويتوجهوا للأحتماء بالحصن فأدخلهم أهل الحصن ولما قدم موسى فتح له أصحاب يوليان الأبواب فأتم موسى فتح الحصن [13]. ثم توجة نحو أشبيلية فحاصرها موسى أشهرا ثم أخضعها ثم فتح مدينة باجه ((Beja وهي أقليم حالي في البرتغال قريب من مدينة إشبيليه)) هرب إليه حايه إشبيليه ثم توجة إلىماردة وهي مدينة حصينة لها حصن لم يبن الأنسان نفسه حاصر المسلمون المدينة ولم يستطيعوا القفز من فوق الأسوار أو خرقها فأمر موسى بصناعة الدبابة وكانت آلة مصنوعة من الخشب مغطاة بالجلود وبالأقمشة المبللة لا تخرقها النبال وتطفأ النيران أن صبت عليها هاجم مجموعه من الجيش بالدبابة يحتمون بها فعملوا لأيجاد ثغرة في السور فاعترضتهم صخرة صماء فأتعبتهم فلم يستطيعوا خرقها فاغتاظ القوط من فعلهم فصبوا عليم النيران وألقوا عليهم الحجارة وهاجموهم من كل جهة حتى أستشهدت الجماعة تحت لا يزال يسمى اليوم ببرج الشهداء إلى اليوم، رأى أهل ماردة أصرار موسى على الفتح فأرسلوا يطلبون إليه الصلح فأجابهم وصادف ذلك عيد الفطر من عام 94 هجرية فكان العيد عيدين عيد الفتح وعيد المسلمين ثارت إشبيليه مرة أخرى فأرسل موسى أبنة عبد العزيز بن موسى بن نصير فدخلها وحطم قوتها وهزم قوة أخرى تجمعت في مدينة لبلة ثم أجتمع عبد العزيز مع والدة موسى.[13]. أرسل موسى إلى طارق بن زياد حين تحرك إلى مدينةطلبيرة يدعوة إلى لقائة فالتقى القائدان في مدينة طلبيرة في ذي القعدة عام 94 هجرية. أرسل موسى بأخبار الفتح وتفصيلاتة إلى الوليد بن عبد الملك وكان رسولة إلى الوليد التابعي : علي بن رباح. دخل علي بن رباح على الوليد بن عبد الملك فقال له : إني تركت موسى بن نصير في الأندلس وقد أظهره ونصره وفتح على يديه ما لم يفتح على أحد ثم رفع إلية الكتاب المرسل من موسى بن نصير فقرأه الوليد فلما أتى على أخره خر ساجدا لله تعالى شاكرا لأنعمه . كان الفصل في الأندلس هو فصل الشتاء قرر موسى أن يرتاح هو وطارق ولينظما جيوشهما والاستعداد لاستكمال الفتح بعد الشتاء، وللعمل على استقرار المنطقة، ونشر الدين الإسلامي فيها، قام موسى بصطك العملة (الدراهم والدنانير الإسلامية) وذلك في بداية عام 95 هجربة.[13]. ثم تابع القائدان سيرهما نحو الشمال باتجاه مدينة سرقسطة عاصمة الشمال وجعل موسى طارقا في مقدمة الجيش واففتح المدينة بسهولة ويسر دون مقاومة تذكر. وبعد استقرار الجيش في مدينة سرقسطة أمر موسى بن نصير التابعي الجليل عبد الله بن حنش الصنعاني ببناء مسجد سمي بسجد سرقسطة.[13].ثم فتحت المناطق التابعة لسرقسطة وما حولها من المدن التالية: وشقة، لاردة، طرّكونة، وبرشلونة دون جهد أو قتال يذكر، وبعد إقامته مدة في (سرقسطة) أراد موسى أن يجتاح أوروبا بجيشة المرتفع المعنويات وأن يفتحالقسطنطينية ويرجع إلى دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية عن طريق البحر الأسود فهم بالدخول إلىبلاد الغال أو كما يطلق عليها حاليا فرنسا عبر جبال البرانس ففتح مدينة قرقشونه وحصن لوذون وصخرة أبنيون ومدينةأرغون وكاد يسيطر على جنوب فرنسا فنصحة أحد الجند يقال له حبان بن أبي جبلة -وهو تابعي جليل دفن في مدينة قرقشونة - أن يحمي ظهرة قبل أن يتوغل في بلاد الغال.[13]. عاد موسى بن نصير إلى الأندلس واتجه نحو الشمال الغربي من الأندلس واتجه نحو مدينة خيخون ولما كان بالقرب من المدينة أتاه مغيث الرومي وكان مرسول من خليفة المسلمين الوليد بن عبد الملك يأمره بعدم التوغل في الأندلس والعودة إلية في دمشق فاستلطف موسى مغيث وسأله أن يكمل معه الفتح فاستجلب له مغيث الرمي فتوجها نحو خيخون ففتحاها وفتحا مناطق بالقرب من مدينة خيخون إلا صخره بلاي ثم توجها إلى مدينة جيليقية أو كما تسمى حاليا مدينة منطقة غاليسيا ففتح فيها عدة مناطق ثم أتى الرسول الثاني من الخليفة أسمة أبو نصر فأمسك بعنان فرس موسى ونقل له أمر الخليفة يأمره بالرجوع إلى دمشق.[13]. رجع موسى هو وطارق ألى إشبيليه وتركا عملية الفتوح في الشمال ورتبا أمور الأندلس وجعلا العاصمة في إشبيليه لموقعها في وسط الأندلس وخلف موسى أبنه عبد العزيز بن موسى بن نصير واليا على الأندلس. وصل موسى بن نصير وطارق إلى دمشق سنة 96 هجرية فكان الخليفة الوليد بن عبد الملك مريضا ثم توفي بعد أربعين يوما من وصولهما.[13].لم يتبقى من الأندلس سوى بعض المناطق الشرقية والشمالية الغربية, أما شرق الأندلس فقد فتحها الأمير عبد العزيز بن موسى بن نصير، تركزت المقاومة في كورة تدمير (مرسية حاليا) وكانت لها قاعدة حصينة وهيأريولة، سميت هذه الولاية بهذا الاسم نسبة إلى اسم حاكمها الأمير القوطي ثيوديمير الذي عقد معه عبد العزيز معاهدة أريولة التي احتوت على شروط ضمنت له أن يحكم ولايته مقابل جزية سنوية.أما الجزء الشمالي الغربي من الأندلس, وهي المنطقة المعروفة بأستورياس Asturias في جليقية أو غاليسيا Galicia, فإن الأمويين لم يفرضوا عليها سيطرتهم بالكامل, بسبب برودة مناخها ووعورة طرقها, فأهملوا هذا الجانب استهانة بشأنه, نتيجة لذلك تمكن بعض من تبقى من الجيش القوطي المنهزم بزعامة القائد المعروف باسم بلاي أو بيلايو Pelayo, لجأ هؤلاء القوط إلى الجبال الشمالية في تلك المنطقة, وهي ثلاثة جبال عالية, تسمى القمة الغربية منها باسم أونغا onga فيها كهف يعرف باسم كوفادونغا Covadonga, أما العرب فيسمونها باسم صخرة بلاي لأن بيلايو اختبأ فيها عندما حاصرهم المسلمون وعاشوا على عسل النحل الذي وجدوه في خروق الصخور, عندما عرف المسلمون أمرهم, تركوهم استهانة بأمرهم ووانسحبوا وقالوا: " ثلاثون علجا ما عسى أن يجيئ منهم؟ "[16].المصادر الإسبانية تعتبر انسحاب المسلمين من كوفادونغا نصرا عسكريا وأيضا نصرا قوميا للإسبان, وتقول أن العون الالهي كان قد وقف إلى جانبهم, أما المصادر العربية فهي تعترف بانسحاب المسلمين عن هذه المنطقة الباردة والقاحلة لكنها لا تذكر شيئا عن قيام معركة ولا عن القائد علقمة اللخمي الذي قاد الجيش هناك ذلك الوقت. وعلى إثر انسحاب المسلمين قامت في تلك المنطقة (شمال غرب إسبانيا) مملكة أستورياس.مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس[عدل]اتفق الؤرخون على تقسيم مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس إلى خمسة عصور وهي:1. عصر الولاة: وهو العصر الذي يمتد من الفتح العربي حتى قيام الدولة الأموية في الأندلس منذ عام 711م حتى عام 756 م 91 هـ - 138 هـ هذا العصر كانت الأندلس ولاية تابعة للخلافة الأموية في دمشق.2. عصر الدولة الأموية في الأندلس: يقسم هذا العصر إلى قسمين, القسم الأول كانت الأندلس إمارة أموية مستقلة عن دولة الخلافة العباسية في المشرق. منذ عام 756 م حتى عام 929 م 138 هـ - 316 هـ. أما القسم الثاني وقد أصبحت الأندلس خلافة مستقلة روحيا عن الخلافة العباسية عندما أعلن عبد الرحمن الثالث نفسه خليفة ولقب بالناصر لدين الله.3. عصر ملوك الطوائف : 1031 م - 1086 م ويبدأ هذا العصر بانتهاء الدولة الأموية في الأندلس وانقسامها إلى دويلات متنازعة إلى أن دخلها المرابطون من المغرب وأعادوا توحيدها بعد انتصارهم على الإسبان فيمعركة الزلاقة عام 1086م بقيادة القائد البربري يوسف بن تاشفين.4. عصر السيطرة المغربية أو الحكم المغربي: من سنة 1086م حتى سنة 1214 م, وفيه أصبحت الأندلس ولاية تابعة للمغرب أثناء حكم المرابطين ومن ثم الموحدين كانت العاصمة لكلتا الدولتين المتتاليتين مدينة مراكشالمغربية, انتهى هذا العصر بهزيمة الموحدين أمام الجيوش الأوروبية المتحالفة في موقعة العقاب عام 609 هـ 1212 م أعقب ذلك فترة ملوك طوائف ثانية, أنهى وجودها الإسبان ولم يبقى منها غير مملكة واحدة وهي مملكة غرناطة.5. عصر مملكة غرناطة: أو الدولة الناصرية أو دولة بني الأحمر, وهو آخر عصر إسلامي في الأندلس من عام 1231م حتى عام 1492 م, وهي السنة التي سقطت فيها المملكة في أيدي الملك فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا, وهي نفس السنة التي اكتشف فيها كريستوف كولومبس القارة الأمريكية. | |
|