يبدو ان المشجعين السعوديين على موعد مع حبس الأنفاس أكثر من غيرهم في أولمبياد لندن 2012. فبعد النقاشات الحادة بين اللجنة الأولمبية السعودية واللجنة الأولمبية الدولية حول الإشكالية المتعلقة بالسماح للاعبة الجودو وجدان شهرخاني المشاركة بحجابها، والتي انتهت لصالح شهرخاني، ها هم السعوديون يترقبون مشاركة رياضية يشعرون انها تمثلهم أيضاً، هي السباحة الفلبينية المنحدرة من أصل سعودي ياسمين الخالدي.
فإذا كانت منافسات الجودو التي ستشارك فيها وجدان شهرخاني في 3 أغسطس/أيلول، فإن مشاركة الخالدي مقررة خلال ساعات، مما يعني ان العد التنازلي لمشاركة السباحة الشابة البالغة من العمر 19 عامأً قد بدأ، بل يمكن القول ان العد التنازلي بدأ منذ الدقائق الأولى التي شهدت انتشار الخبر عن أصول السباحة الفلبينية.
فقد حظيت ياسمين الخالدي باهتمام كبير من المشتركين السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، كما حظيت بتشجيع كبير من هؤلاء ربما يفوق تشجيع مواطنيها الفلبينيين لها. ومن مظاهر التعبير عن التشجيع للخالدي مشاركات لشباب تساءلوا عن مصير الرياضية اذا ما كانت ضمن فريق بلادها الأصلية، اذ رأى كثيرون انه لن يكن باستطاعتها الوصول الى ما وصلت اليه، اذ ان الحجاب لن يشفع لها مشاركتها في رياضة كالسباحة.
لم تقتصر عبارات الثناء على الفتاة السعودية الأصل بل تجاوزتها ليكيل الشاب المتحمس لياسمين الخالدي المديح لوالدتها التي رعتها ومكنتها من ممارسة هوايتها، مما أدى الى تحقيق نجاحات مهمة كالفوز بـ 3 ميداليات ذهبية العام الماضي في بطولة جنوب شرق آسيا للناشئات، لتكلل نجاحاتها بالوصول الى أولمبياد لندن 2012. ويأمل سعوديون الى جانب الفلبينيين بإنجاز مهم تحققه ياسمين الخالدي، لن يمكنها من رفع العلم السعودي لكنه بكل تأكيد لن يشكل عائقاً أمام احتفال السعوديين به، اذ يرى هؤلاء انه يحق لهم الاحتفاء بأي نجاح تحرزه "ابنة البلد" كممثلة للمملكة الى حد ما.
وقد أثارت ياسمين الخالدي بدون إرادتها نقاشاً حول المشاكل التي تعانيها الفتاة السعودية، فعلق البعض على الأمر قائلاً ان "هذا هو حال الجينات السعودية اذا ما أعطيت فرصة"، في إشارة الى الكثير من المواهب المحلية التي تفتقر الى الاهتمام والدعم االحقيقيين المؤهلان للمشاركة في محافل دولية في شتى المجالات في سبيل تمثيل المملكة على أحسن وجه.
حاول بعض الشباب التواصل مع ياسمين باللغة العربية لكنها ردت بلباقة قائلة انها لا تعرف اللغة العربية، معربة عن شكرها للاهتمام بها وبتشجيعها من قِبل مواطني بلدها الذي شاءت الاقدار ألا تولد وتعيش فيه، كما أكدت انها ستفعل كل ما في وسعها لتقديم أفضل النتائج.
يبدو انه اذا كانت هناك أسباب تجعل ياسمين الخالدي تجتهد لتحقيق نتائئج مشرفة، فإنه وبكل تأكيد وبعد ان حظيت بهذا الدعم الكبير من السعوديين فإن الأسباب ازدادت على الأقل سببا إضافياً، وهو رسم الابتسامة على وجوه السعوديين المتحمسين لمشاركتها في أولمبياد لندن 2012.