يعيش عرب لندن كغيرهم من سكان عاصمة المملكة المتحدة على وقع الألعاب الأولمبية، التي ستختتم فعالياتها يوم الأحد، متابعين نتائج الرياضيين العرب من دون نسيان الحديث عن الوطن.
علاوة مزياني مبعوث فرانس 24 إلى لندن (نص)
شعر مراد ومواطنيه المصريين بالاستياء غداة خروج منتخب بلدهم الأولمبي لكرة القدم من الدور ربع النهائي بعد خسارة قاسية أمام اليابان (0-3)، ولكنه هنأ اللاعبين على ما قدموه، مذكرا بأن "الأحداث التي شهدتها مصر العام الماضي تسببت في توقيف الدوري والكرة أصلا". مراد، 28 عاما، التقيناه بشارع "أدجوير روود" بحي بارنيت التابع لدائرة ويستمنستر، وهو شارع تعيش فيه غالبية الجالية العربية لدول المشرق ويشتغل رعاياها في محلاتها ومتاجرها ومطاعمها.
عطورات مكية ومأكولات دمشقية ومشروبات "زنقة زنقة"
إذا التفتت يمينا رأيت متجر "المصطفى" الذي يبيع "عطور الحرمين" ومطعم "أبو زاد" ومأكولاته الدمشقية أو مطعم "بيروت أكسبريس" الذي يعرض عليك فلافل وحمص، ورأيت صيدلية "الأمير" و"البنك الشعبي". وإذا نظرت يسارا وجدت نفسك أمام مقهى "زنقة زنقة" بساندويتشاته ومشروباته الباردة، أو بالقرب من "زين للسياحة" المتخصص في الرحلات الترفيهية بلندن أو خارجها عبر القطارات السريعة "يوروستار" أو حتى في بيع الشقق والإيجار.
مراد في صالون الحلاقة الذي يشتغل فيه
مراد في صالون الحلاقة الذي يشتغل فيه
في هذا الشارع يعمل مراد حلاقا بصالون "بابل". ومنذ وصوله لندن قبل عام ونصف في خضم الأحداث التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، انهمك في العمل لكسب القوت. وبمناسبة الألعاب الأولمبية ومشاركة البلدان العربية فيها شعر مراد بأن "مصر العزيزة" جاءت إليه، ويقول إنه "يتابع فوق كل شيء المنتخب الأولمبي المصري". وأكد أنه احتفل مع مواطنيه بالميداليتين الفضيتين اللتين أحرزهما كل من علاء الدين أبو القاسم في منافسة سلاح الشيش وكرم جابر في المصارعة، مشيدا "بنجاحهيما وإدخالهما الفرحة إلى قلوب المصريين".
عبد الرحيم متأسف لغلاء ثمن التذاكر
ولكن مراد له عين على لندن وعين على مصر، والحديث معه عن الأولمبياد كان فرصة اغتنمها للانغماس في ذكريات ماضيه القريب. فتحدث عن مدينته الإسكندرية وعما شهدته من أحداث مأساوية، مستعيدا صور شبابها الذين سقطوا ومنهم خالد سعيد الذي قتل على يد الشرطة قبل الثورة على مبارك بأشهر.
تركنا مراد في صالون الحلاقة وتابعنا طريقنا في شارع "أدجوير روود"، نفتش بين المارين من تعرفه على قميصه أو بدلته الرياضية أنه من عشاق الأولمبياد. فتحدثنا إلى عبر الرحيم، 29 عاما، وهو شاب مغربي من الرباط يمشي بجوار زميل له. وبالرغم من أن نتائج الوفد المغربي في ألعاب لندن كانت مخيبة، إلى أن عبد الرحيم لا يفوت أي فرصة لمشاهدة المنافسات على التلفزيون. وأشار إلى أنه "متأسف لغلاء ثمن التذاكر وانعدامها في بعض الأحيان"، متابعا أنه "يشاهد جميع البرامج الرياضية المخصصة للألعاب".