أبهرت العاصمة البريطانية لندن العالم بالعروض الرائعة التي قدمتها في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الذي انطلق عندما دقت ساعة "بيغ بن" الثامنة مساء بتوقيت غرينيتش يوم الجمعة 27 يوليو/تموز (12 ليلاً بتوقيت موسكو) معلنة بدء حفل افتتاح الدورة التي ستستمر حتى 12 أغسطس/آب المقبل.
وأقيم الحفل في الاستاد الأولمبي في سترانفورد شرق لندن بحضور أكثر من 60 الف متفرج، وبحضور ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وعدد كبير من رؤساء وأمراء وملوك وسفراء الدول المشاركة في الدورة.
وقرع الدراج الإنكليزي برادلي ويغينز المتوج حديثاً بلقب دورة فرنسا "تور دو فرانس"، الجرس النحاسي الضخم الموضوع على أحد جوانب الملعب الذي يتسع لثمانين ألف متفرج معلناً انطلاق الحفل.
وبدأ الحفل بمشاهد رائعة من تاريخ بريطانيا من إخراج السنمائي الشهير داني بويل (55 عاماً)، مخرج فيلم "سلامدوغ مليونير" الحاصل على عدة جوائز أوسكار، الذي استعرض الحضارة البريطانية ابتداء من الريف القديم و"حياة الناس" فيه، مروراً بالثورة الصناعية في القرن السابع والثامن عشر، ووصولاً الى العصر الحديث. واستمر حفل الافتتاح الذي استلهم من مسرحية "العاصفة" لوليام شكسبير التي كتبها في أواخر حياته حول العمر والفناء، وكلف نحو 27 مليون جنيه إسترليني، لمدة نحو اربع ساعات.
وفي مفاجأة غير متوقعة بحفل افتتاح أولمبياد (لندن 2012) هبطت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الى ملعب ستراتفورد الأولمبي بواسطة مظلة بعد أن قفزت من طائرة مروحية يقودها "جيمس بوند".
لاقت الخدعة التي أشرف على تنفيذها مخرج الحفل السينمائي الشهير دانييل بويل اعجاب المتفرجين والملايين من متابعي الحفل على الهواء مباشرة في شتى أنحاء العالم، حيث تم عرض مقطع فيديو على الشاشات العملاقة يظهر مشهد تمثيلي يجمع بين الملكة إليزابيث والممثل الشهير دانييل كريج بطل آخر سلسلة لـ "جيمس بوند".
وطلب جيمس بوند من الملكة أن ترافقه الى الملعب الأولمبي عبر المروحية التي طافت بأبرز الأماكن الحيوية بلندن، مع عزف الموسيقى التصويرية الشهيرة للفيلم في الخلفية.
وبعدها قامت الملكة (86 عاما) بالقفز مع جيمس بوند عبر "الباراشوت" الى الملعب، قبل أن تفاجئ الجميع بوصولها الى منصة الشرف بالملعب، حيث تمت الاستعانة بدوبلير لتنفيذ القفزة.
وبعد أن تدفق حملة الاعلام وعرض الفرق المشاركة، والفقرة الموسيقية التي عقبت ذلك، رحب اللورد سباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن بالحضور وأعرب عن شعوره بالفخر والاعتزاز بانتمائه للمملكة، وباستضافة بريطانية دورة الألعاب الأولمبية للمرة الثالثة في تاريخها (رقم قياسي)، متحدثاً عن أهمية الرياضة ودورها الايجابي بين الشعوب.
ومن ثم تحدث جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الذي أشاد بالعمل الجبار الذي بذله منظمو الدورة، وقدم الشكر لهم.
وأشار روغ في كلمته الى مشاركة الجنس اللطيف من جميع الدول المشاركة في الألعاب الأولمبية لأول مرة في التاريخ، بعد مشاركة رياضيات من السعودية وقطر وسلطنة بروناي.
وطلب روغ في ختام كلمته من الملكة إليزابيث الثانية الاعلان رسمياً عن افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختها الثلاثين.
وأعلنت الملكة إليزابيث افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن رسمياً، وقالت في كلمتها:" سيكون هذا الأولمبياد الثالث في لندن، حيث افتتح جدي الأكبر ألعاب 1908 في وايت سيتي، وافتتح والدي ألعاب 1948 في ملعب ويمبلي، وأخيراً هذا المساء سأنال شرف إعلان افتتاح دورة لندن الأولمبية 2012 في ستراتفورد بشرق لندن".
ومن ثم شارك عدد من الشخصيات السياسية والرياضية في حمل راية الألعاب الأولمبية ومن بينهم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وأسطورة الملاكمة محمد علي كلاي.
وبعد ذلك وصلت الشعلة الى داخل الملعب وحملتها مجموعة من الفتيان والفتيات الذين قاموا بإيقاد 205 شعلة عبارة عن أوراق للورود، التي اجتمعت وشكلت وردة كبيرة جميلة "الشعلة الأولمبية".
وكانت الشعلة الأولمبية التي استقبلها الناس بحماس منقطع النظير خلال مشوارها الطويل لمسافة 12872 كلم، قد بدأت يومها الـ 70 والأخير بعبور دهليوز قطر "هامبتون كورت" ليس بعيداً عن لندن، ثم بالنزول في نهر التايمز على متن البارجة الملكية الكبيرة "غلوريانا" قبل أن توقد بهذه الطريقة في الملعب الأولمبي، في حين كان الجميع ينتظر معرفة هوية الرياضي البريطاني الذي سيعود له شرف ايقادها.
وأصبحت لندن المدينة الأولى التي تستضيف الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات بعد ان سبق لها ان استضافتها عامي 1908 و 1948. ويشارك في الدورة نحو 10 آلاف و 500 رياضي ورياضية من 204 دولة يتافسون في أكثر من 30 نوعاً من أنواع الرياضة.
وعلى الرغم من أن الدورة افتتحت رسمياً اليوم الجمعة، إلا أن مسابقة كرة القدم للنساء انطلقت يوم الأربعاء الماضي وللرجال يوم الخميس الماضي. كما بدأت صباح اليوم العديد من المنافسات في ألعاب مختلفة.