اضيف المشهد الاخير للاعب الفرنسي سمير نصري بعد خروج منتخب بلاده من كأس اوروبا 2012، الى تاريخ غني بلاعبي كرة القدم الفرنسيين الذين لم يعرفوا الحل الوسط عندما ارادوا التعبير عن سخطهم من المحيطين بهم.
من نيكولا انيلكا في كأس العالم 2010 - ويمكن القول كل المنتخب - الى المتقلب اريك كانتونا عام 1988 وجان - فرنسوا لاريوس قبل كأس العالم 1982، برز الفرنسيون في توفير العناوين للصفحات الاولى والخلفية.
سيبلغ نصري ال25 من العمر الثلاثاء وقد لا يحصل على بطاقات معايدة او هدايا كثيرة من زملائه في المنتخب الفرنسي، بعد مشادات كلامية مع عدد منهم خلال المشاركة العاصفة لبلاده في كأس اوروبا المقامة في اوكرانيا وبولندا.
رغم ذلك، قد تدفع الالفاظ التي قالها نصري في المنطقة المختلطة بعد خسارة فرنسا امام اسبانيا (صفر-2) وخروجها من الدور ربع النهائي، بالمدرب لوران بلان الى استبعاده مجددا عن المنتخب، بعد ان كان بلان نفسه هو من اعاده اليه بعد كأس العالم 2010، التي حرمه منها دومينيك لاعتباره "ذا اثر تخريبي" على المنتخب.
وبدا بلان غاضبا عندما قال الاحد بعد فورة نصري: "تحدثت اليه عن تصرفاته مع الصحافة، لكن يبدو ان الرسالة لم تبلغه". اضاف: "لا ينعكس الامر جيدا على صورة نصري ولا على صورة المنتخب".
على الاقل عاد نصري الى المنتخب، وهو ما لم يحصل مع انيلكا بعد فورة مماثلة من الالفاظ النابية مع دومينيك خلال استراحة ما بين شوطي المباراة التي جمعت فرنسا والمكسيك في الدور الاول، وانتهت بخسارة منتخب الديوك (صفر-2).
وكان نصري قد كال شتائم لصحافي وكالة فرانس برس بعد الخسارة امام اسبانيا، من قبيل "ابن العاهرة" و"اذهب وضاجع والدتك"، وذلك بعد ايام من توجهه بعبارة "اخرس" الى صحافي في مجلة "ليكيب" الفرنسية بعد المباراة الافتتاحية امام المنتخب الانكليزي، متهما اياه بكتابة مقال اثار غضب والدته المريضة.
وكان طرد انيلكا من المنتخب بعد المشادة مع دومينيك، موضع شك نظرا الى ضعف سلطة الاخير على لاعبيه، لكن نشرها في الصفحة الاولى من "ليكيب" بعد تسريبتها من داخل المنتخب، لم يترك للمدرب خيارا اخر. ورد اللاعبون في حينه على طرد زميلهم بالاضراب عن المشاركة في التدريب. وقال اللاعب هوغو لوريس، الذي اختاره بلان قائدا للمنتخب الحالي: "اعلان الاضراب كان قرار المجموعة التي شعرت انها معزولة، وان احدا لم يحمها، وارادت ايصال رسالة". اضاف: "ذهبنا بعيدا. كان القرار اخرقا وخطأ كبيرا. كان غبيا في شكل تام".
وفي حين اتخذ منتخب 2010 القرار جماعيا، عرف عن كانتونا طبعه المسرحي المنفرد وردود فعله الذي غالبا ما تتخذ منحى شخصيا. واعتبر المهاجم الذي كان يبلغ من العمر 22 سنة، انه اهين بعدما استبعده المدرب هنري ميشال عن التشكيل، علما انه كان هو من اختاره لمشاركته الدولية الاولى. ووصف كانتونا ميشال ب"الكيس الكبير من الهراء"، مما ادى في شكل غير مفاجىء الى ايقافه عن اللعب سنة.
ومع ان العبارات التي استخدمها كانتونا لم تكت لتكسبه اصدقاء او تأثيرا في الاتحاد الفرنسي، لكنها حظيت ببعض التأييد بين اللاعبين الاخرين، لكن هجوم لاريوس لم يكن ليجد تعاطفا يذكر.
فهو وميشال بلاتيني كانا من الاساسيين في المنتخب الفرنسي الذي كان من المقرر ان يشارك في كأس العالم 1982. لكن لاريوس، نجم فريق سانت اتيان الذي سيطر على الدوري الفرنسي خلال السبعينات والثمانينات، ارسل الى المنزل سريعا بعد رواج شائعات انه يقيم علاقة مع زوجة بلاتيني. ومع صعود نجم الاخير على ارض الملعب وفي غرف تبديل الملابس، لم يشارك لاريوس مطلقا مع المنتخب.
ولسوء حظ فرنسا، لم يتبع نصري نصيحة لاريوس لطي صفحة ما بعد عام 2010: "علينا العودة الى الجذور، احترام قميص المنتخب، وانفسنا وزملاءنا والمؤسة التي هي المنتخب الفرنسي".