الموسيقى الهادئة تعالج الأمراض والآلام!
أكدت إحدى الدراسات العلمية أن الموسيقى تخفف من الآلام بنسبة 21% ، والكآبة بنسبة 25% ، خاصة عند الأشخاص الذين يمرون بظروف نفسية ومشاكل اجتماعية سيئة، وأن الموسيقى تؤثر بشكل إيجابى على المرضى الذين تصل أعمارهم إلى خمسين عاما ويعانون من التهابات فى المفاصل والانزلاق الغضروفي.
وأفادت الدراسة أن أطباء جامعة " ستانفورد " الأمريكية نصحوا الأشخاص كثيرى النسيان بالاستماع الى الموسيقى "موزارتسان" ، بعد أن أثبتت قدرتها على تحسين قدرات التعلم والذاكرة عند الإنسان، وقد نصح كثير من خبراء التعلىم وعلم النفس والاجتماع فى مصر ومعهم خبراء الموسيقى، بضرورة استماع مرضى ضغط الدم والقلب للموسيقى الهادئة، لما لها من تأثير على تحسين حالة الإنسان الصحية والمزاجية. يقول الموسيقارحلمى بكر "إن الموسيقى لها دور كبير فى حياة الإنسان، وعلى حالته النفسية ، وإذا كانت الالموسيقى تؤثر على الحيوان ، فما بالنا بتأثيرها على الإنسان!" ويضيف "للالموسيقى تأثير قوى على كل شيء، فهى نوع من الإبداع الإلهى وليس البشر، لذلك فأنا دائمًا أرفض السؤال الذى يطرحه البعض وهو " هل الموسيقى حلال أم حرام ؟! "
ففى أوروبا مثلا ً أنواع عديدة من الموسيقى، أنغام للصباح ، وموسيقى للمساء وأخرى يتم الاستماع إليها أثناء تناول الشاى ، لذلك أصبح هناك ما يسمى بــ لايت ميوزيك وسوفت ميوزيك ، كما توجد الموسيقى الفاست والبوب ميوزيك. ويذكرنا المطرب الشعبى محمد العزبى بالحكمة القائلة "الموسيقى غذاء الروح "، لأنها تجعل الإنسان مبتهجًا وسعيدًا، فعندما يجلس للاستماع إليها ويتعايش مع نغماتها ينسى كل ما به من هموم وآلام، حتى ولو كانت آلاماً عضوية، فهى كثيرًا ما تقلل من حدتها وقوتها. ويؤكد أن استماع المريض للموسيقى بعد إجراء أية عملية جراحية يساعده كثيرًا على الشفاء بسرعة، واستبعد العزبى الموسيقى الموجودة حاليا من إحداث التأثير، واكتفى بتشبيهها بالساندويتش التيك أواى ، الذى لا يسمن ولا يفيد.
تخفيف الهموم
تقول المطربة عفاف راضي، والتى حصلت على درجة الدكتوراه فى الموسيقى "إنها تخاطب حالة من يستمع إليها وتتجاوب معه، وبالتالى فإنها تزيد من سعادته ان كان سعيدًا، وتخفّف همومه ان كان حزينًا لدرجة وصلت إلى استخدامها فى أوروبا لشفاء وعلاج بعض الأمراض". وأضافت عفاف "إن ما يحدث على الساحة حاليا ليس موسيقى، إنما هى صورة يتم مشاهدتها بإنبهار لما بها من فتاة جميلة ورقص جيد، وهذا بلا شك ينحصر تأثيره فقط على الشباب، وأن كلا منا يختار نوع الموسيقى التى تواكب فكره وثقافته، فلسنا جميعًا نحب الأوبرا أو نفضل الاستماع إلى الموسيقى الغربية، فقد يستمع شخص ما إليها ويتجاوب معها كثيرا، والآخر يتعارض معها وتتعارض مع ثقافته".
الدكتور عز الدين الدنشارى "بكلية الصيدلة جامعة القاهرة" يقول "إن تأثير الموسيقى لا يتوقف على المراهقين وكبار السن فقط، وإنما يصل تأثيرها إلى الجنين فى بطن أمه ، هذا إلى جانب تأثيرها القويّ على الأم نفسها، فكل من الطفل والأم مرتبطان بالموسيقى أثناء الحمل". مشيرا الى أن تأثير الموسيقى على الإنسان يبدأ منذ تكوينه جنينًا فى بطن أمه ، حيث أثبتت الدراسات أن الجنين يستطيع سماع الأصوات وتمييز النغمات الالموسيقية، ابتداءاً من الشهر الثالث والرابع للحمل. واتفق علماء الأجنّة على أن الأذن هى أول عضو يتكون فى الجنين، وتبدأ وظيفها السمعية بعد 18 أسبوعًا فقط من بداية تكوين الجنين، الذى يستطيع تمييز الأصوات بعد 24 أسبوعًا من تكوينه. وهناك دراسات تؤكد أن الجنين يتأثر تأثيرًا إيجابيا بالموسيقى الهادئة، إذ أنها تؤدى إلى تهدئة ملحوظة فى ضربات قلبه، عكس سماعه لموسيقى الروك الصاخبة التى تسبّب زيادة فى ضربات القلب.
تغييرات هورمونية
وتشير نتائج البحوث الحديثة أن سماع الجنين للموسيقى يؤدى إلى تغييرات هرمونية من شأنها وقاية الجنين من الأمراض العصبية والنفسية، كما تساعد على وقايته من عيوب النطق والعجز فى التعلىم، واكتساب المعرفة والمهارات عندما يخرج إلى الحياة. ويضيف"إن سماع الموسيقى يساعد على الشعور بالاسترخاء والراحة، والخروج من محيط الإكتئاب والتوتر، عكس الموسيقى الصاخبة، والتى أوضحت عديد الإحصائيات، أن عدد ضحاياها وصل إلى 75 ألف حالة بين الشباب والمراهقين المدمنين لهذا النوع من الموسيقى، والذين يتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عامًا، إلى جانب تقرير عالمى أوضح أن 875 حالة انهيار عصبى بين فئة الشباب المراهقين فى العالم ويرجع السبب الأول فيها إلى الضجيج الالموسيقى العنيف.
تفيد عديد الدراسات ان الانسان لا يحتاج الى الأدوية والعقاقير فحسب لمعالجة آلامه وأوجاعه، بل يمكنه ان يُشفى بطرق أخرى أكثر نجاعة من ذلك الموسيقى التى أثبتت الدراسات انها وسيلة ناجعة فى مداواته وشفائه من أمراضه، بل وحتى التخفيف من الهموم والتوترات التى فرضها نسق الحياة العصرية