لقطة من مباراة سابقة بين الفريقين
بين أمجاد الماضي وإنجازات الحاضر ، وبين شهرة النجوم وطموح المكافحين ، يشتعل الصراع مساء الأربعاء باستاد "أمستردام أرينا" في هولندا عندما يلتقي بنفيكا البرتغالي مع تشيلسي الإنجليزي في المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم والتي تنتهي بصعود أحد الفريقين العريقين على منصة التتويج.
لم تكون مجرد مباراة بين فريقين يتنافسان على اللقب وإنما تمثل المواجهة صراعا بين رغبة بنفيكا في استعادة مذاق المجد الأوروبي بعد طول انتظار ، وسعي تشيلسي في إنقاذ موسمه واستعادة بريقه الذي فقده شيئا ما بشكل تدريجي هذا الموسم.
كذلك تشكل المباراة منافسة خارج نطاق التوقعات حيث يعول تشيلسي على خبرة ومهارة نجومه البارزين في الوقت الذي يعتمد فيه بنفيكا على طموح لاعبيه الأقل شهرة والمتمسكين بالكفاح لإنقاذ موسم فريقهم أيضا.
عاش بنفيكا فترة رائعة سجل فيها اسمه بحروف من ذهب في سجلات الكرة الأوروبية ، وذلك تحديدا في الستينيات ، عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين في عامي 1961 و1962 ووصل إلى نهائي البطولة في أعوام 1963 و1965 و1968 .
كذلك لمع نجم الفريق البرتغالي على الساحة الأوروبية من جديد ، وإن كان بدرجة أقل ، خلال الثمانينيات عندما وصل لنهائي دوري الأبطال في عامي 1980 و1990 ونهائي كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) عام 1983 .
والآن وبعد انتظار دام لنحو 23 عاما ، عاد فريق "أحفاد الأسطورة إيزيبيو" ، ليخوض نهائيا قاريا من جديد يمكنه من خلاله استعادة بريقه في القارة العجوز تحت قيادة مديره الفني جورجي جيسوس.
كذلك تشكل البطولة الأوروبية فرصة ثمينة أمام بنفيكا الذي بات مهددا بشكل كبير بفقدان فرصة التتويج بلقب الدوري البرتغالي بعد أن نجح غريمه التقليدي بورتو في تجاوزه وانتزاع صدارة الدوري ، وذلك إثر فوز بورتو 2-1 في المباراة التي جمعت بينهما يوم السبت الماضي والتي شهدت أول هزيمة لبنفيكا منذ سبتمبر الماضي.
ورغم المشكلات التي يعاني منها تشيلسي في ظل تأكد غياب إدين هازارد لإصابته في عضلات الفخذ واحتمالات غياب قائده جون تيري بسبب إصابة في الكاحل ، حذر جيسوس لاعبيه من الإفراط في الثقة واعتبار أن الفوز على تشيلسي بات هدفا يسهل تحقيقه.
وأكد جيسوس أن خطورة تشيلسي تكمن في قوته الهجومية ، موضحا أن الفريق بات أخطر هجوميا تحت قيادة مديره الفني الأسباني رافاييل بينيتيز مما كان عليه الحال تحت قيادة مدربه السابق الإيطالي روبرتو دي ماتيو.
على الجانب الآخر ، يأتي النهائي الأوروبي بمثابة طوق النجاة لتشيلسي ودرعا قويا لبينيتيز في مواجهة الانتقادات التي طالته ولا تزال منذ أن تولى تدريب تشيلسي خلفا لدي ماتيو.
فبعد أن توج تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي ، خرج الفريق من البطولة الأوروبية في دور المجموعات كما فقد فرصة التتويج لعدد من الألقاب واحدا تلو الآخر حيث أهدر فرص الفوز بالدرع الخيرية وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية والدوري الانجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الانجليزي وكأس رابطة أندية المحترفين الإنجليزية (كأس كارلينج).
وباتت مباراة الغد بمثابة فرصة ذهبية أمام تشيلسي لإنقاذ آخر ما تبقى من موسمه وتحقيق إنجاز بإحراز اللقبين الأوروبيين خلال عامين متتاليين ، وأمام بينيتيز الذي باتت أيامه معدودة في منصبه ، لتحقيق خروج مشرف وإنهاء مشواره مع تشيلسي على منصة التتويج وهو ما تمناه بيتر تشيك حارس مرمى "البلوز" ليكون تعويضا للمدرب الأسباني عما واجهه من ظروف صعبة وانتقادات لاذعة منذ توليه المهمة.
لا يعاني مدرب بنفيكا من مشكلة تتعلق بالإصابات قبل المباراة ويتوقع أن يعول بشكل كبير على نجم الهجوم أوسكار كاردوزو الذي سجل ثنائية في شباك فناربخشه التركي في إياب الدور قبل النهائي ليهدي الفريق بطاقة التأهل.
بينما يفتقد بينيتيز جهود هازارد وكذلك تيري على الأرجح ، بعد إصابتهما في مباراة تشيلسي أمام أستون فيلا يوم السبت الماضي ، وينتظر أن يواصل النجم فيرناندو توريس قيادة خط هجوم تشيلسي.
ويأتي التشكيل الأساسي المتوقع لكل من الفريقين كما يلي :
تشيلسي : تشيك – أزبيليكويتا – كاهيل – ايفانوفيتش – كول – ديفيد لويز – راميريز – أوسكار – ماتا – موسيس – توريس.
بنفيكا : آرتور – برييرا – لويساو – جاراي – ميلجاريخو – ماتيتش – بيريز – سالفيو – ليما – جايتان – كاردوزو.